مر-6-16: فلمَّا سَمِعَ إِذَنْ هيرودُس بخبرِهِ، قال: "هُوَ يوحَنَّا الذي قطَعْتُ أَنا رَأَسَه؛ إِنَّهُ قد قام!".
مر-6-17: فَهيرودُسُ هذا كانَ قد أَرسَلَ، وقَبَضَ على يوحنَّا، وأَوْثَقَهُ في السِّجْنِ، من أَجلِ هيروديًّا، امرأَةِ أَخيهِ فيلبُّسَ التي كانَ قد تزوَّجَها؛
مر-6-25: وفي الحالِ، دَخلَتْ مُسْرِعةً على المَلِكِ، وَطَلَبَت، قائَلةً: "أُريدُ أن تُعْطِيَني، على الفَوْرِ، رأْسَ يوحنَّا المَعْمَدانِ في صَحْفَة".
مر-6-26: فاسْتَحْوَذَ على المَلكِ غَمٌّ شَديد؛ ولكِنَّهُ، بسَببِ الأَيْمانِ والمُتَّكِئينَ معَهُ، لم يشَأْ أن يَصُدَّها.
مر-6-27: فأَنَفذَ المَلِكُ في الحالِ شُرْطيًّا، وأَمَرَهُ أن يَأْتيَ برَأْسِ يوحنَّا. فمضى وقَطَعَ رَأْسَهُ في السِّجْنِ،
مر-6-28: وجاءَ برَأْسِهِ في صَحْفَةٍ ودَفَعَهُ الى الصَّبيَّةِ، ودَفَعَتْهُ الصَّبِيَّةُ إِلى أُمِّها.
مر-6-29: وسَمِعَ تلاميذُهُ فأَتَوا وأَخَذوا جُثَّتَهُ، ووضَعوها في قَبر.
تكثير الخمسة الارغفة
مر-6-30: واجتَمَعَ الرُّسُلُ الى يَسوعَ، وأَطْلَعوهُ على جَميعِ ما عَمِلوا، وجَميعِ ما عَلَّموا.
مر-6-31: فقالَ لهم: "هلمُّوا أَنتم أَنفُسُكُم، على انْفرادٍ، الى مَوْضِعٍ مُنْعَزِلٍ، واسْتَريحوا قَليلاً". -فإِنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كثيرينَ، فلم يَعُدْ لهم وَقْتٌ حتَّى لِتناوُلِ الطَّعام. -
مر-6-32: وانْطَلَقوا في السَّفينَةِ نَحوَ مَوضِعٍ مُنْعزِلٍ، ((يكونونَ فيهِ)) على انْفِراد.
مر-6-33: فرآهمُ ((الجَمعُ)) مُنْطَلِقين؛ وكَثيرونَ عَرفَوا ((الى اينَ يَقْصِدونَ)) فبادَروا الى هُناكَ راجِلينَ، من جَميعِ المُدُنِ، وسَبَقوهُم.
مر-6-34: ولمَّا خَرَجَ من السَّفينةِ أَبصَرَ جَمْعًا غَفيرًا. فتحنَّنَ عَلَيْهِم لأَنَّهم كانوا كخِرافٍ لا راعيَ لها. وطَفِقَ يُعَلِّمُهُم أَشياءَ كثيرة.
مر-6-35: وإِذْ كانتِ السَّاعةُ قد فاتَتْ تَقَدَّمَ إِليهِ تلاميذُهُ، وقالوا: "أَلمكانُ قَفْرٌ، والسَّاعَةُ قد فاتَتْ
مر-6-36: فاصْرِفْهم، لكي يَذْهبوا الى الضِّياعَ والقُرى التي حَولَنا، فيَبْتاعوا لَهم ما يَأْكُلون".
مر-6-45: وفي الحالِ اضْطَرَّ تَلاميذَهُ، أن يَركَبوا السَّفينةَ ويَسْبِقوهُ إِلى العِبْرِ، شَطْرَ بَيْتَ صَيدا، رَيثَما يَصْرِفُ الجَمْع.
مر-6-46: ولمَّا ودَّعَهم مَضى الى الجَبَلِ ليُصَلِّي.
مر-6-47: ولمَّا كانَ المساءُ كانتِ السَّفينَةُ في وسَطِ البَحْرِ، وكانَ هو، وحدَهُ، على اليابِسة.
مر-6-48: وإِذْ رآهم يَجْهَدونَ أَنْفُسَهم في الجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُعاكِسةً لهم، أَقبلَ إِليهم، نحوَ الهزيعِ الرَّابعِ منَ الليلِ، ماشيًا على البَحر؛ وكانَ يُريدُ أن يَتعدَّاهم.
مر-6-49: فلمَّا رأَوْهُ ماشيًا على البَحرِ، ظَنُّوا أَنَّهُ خَيالٌ، فصَرخوا:
مر-6-50: فإِنَّهم كلَّهم قد رأَوْهُ وَاضْطَربوا. أَمَّا هو فكلَّمَهم في الحالِ وقالَ لَهم: "لِتَطِبْ نفوسُكم! أَنا هُوَ، فلا تَخافوا!".
مر-6-51: وصَعِدَ إِليهم، الى السَّفينةِ، فسَكَنتِ الرِّيح؛ فدَهِشوا في أَنْفُسِهم جِدَّ الدَّهَش.
مر-6-52: لأَنَّهم لم يَفْهموا شَيئًا من أَمْرِ الأَرغِفةِ، بل كانَتْ قلوبُهم عَمياء.
الطبيب الالهي
مر-6-53: ولمَّا أَفْضَوْا إِلى البَرِّ جاءُوا الى جَنِّصارَتَ، وأَرْسَوْا هناك.
مر-6-54: ولمَّا خَرجوا من السَّفِينةِ، عَرفَهُ النَّاس؛ فطافوا للحالِ في تِلكَ البُقْعةِ كُلِّها.
مر-6-55: وَطَفِقوا يَحمِلونَ المرضى على فُرُشٍ الى حيثُ يَسمعونَ أَنَّهُ هُناك.
مر-6-56: وحيثُما كانَ يتوَّجهُ الى قُرًى او مُدُنٍ أَو ضِياعٍ، كانوا يَضعونَ المَرضى في السَّاحاتِ، ويَلْتمِسونَ منهُ أن يلمسُوا ولو هُدْبَ رِدِائِهِِ. وكُلُّ مَنْ لمسَهُ كانَ يَبرَأ.