مكتبة الأخوة أَسْبَق بَنْد - تابِع بَنْد - عَوْن
|
المزامير من 120 – 134مزمور 120:هذه المجموعة من المزامير تسمى "ترنيمات المصاعد" Ascents (انظر عناوين المزامير). ومن الواضح أنها تكون كتاباً صغيراً للترنيم يستخدمه بنو إسرائيل عند صعودهم إلى أورشليم في الأعياد السنوية لفصح ويوم الخمسين والمظال (تث 16:16، مز 122: 4). ومن الناحية النبوية تصف عودة أمة إسرائيل (خاصة العشرة أسباط) عندما ترجع إلى أرضها[84]. ويبدأ مزمور 120 بأسباط إسرائيل وهم بعيدون عن أرضهم ("لغربتي في ما شك" مكان شمال إسرائيل، "بسكني قي خيام قيدار" مكان شرق إسرائيل ع 5). لقد أيقظت فيهم رغبات جديدة للرب هذه الرغبات تأتي بنتائج من المحيطين بهم بالتعبير والضيق[85]. وهذا يقودهم إلى الصراخ للرب في هذه الضيقات ويتحققون أنهم ساكنون في مكان لا يجب أن يكونوا فيه. مزمور 121:وإذ هم مشتتون في أماكن كثيرة في الأرض فإن العشرة الأسباط ترفع عينيها نحو أرضها ويطلبون العون من فوق لكي يأتوا إلى هناك (ع 1) فالرب كالخالق وكالحافظ يتولى العناية بهم وحفظهم في كل خطوة عند رجوعهم إلى أرضهم (ع 2 – 8). قارن أر 31:9، مت 24: 31. مزمور 122:وكما أن رحلة الأسباط إلى أرض إسرائيل من أماكن مختلفة في الأرض فإنهم يلتقون بإخوتهم العائدين إلى ذات الهدف، فإنهم يشجعون أحدهم الآخر في سرعة وصولهم إلى مدينة أورشليم (ع 1 - 4). ويصلون معاً للسلامة أورشليم (ع 6 - 9). مزمور 123:والأسباط العائدة تختبر التعيير من هؤلاء الساكنين معه في أرض شتاتهم ويتطلعون إلى الرب ليناولوا منه العون والرحمة ويحفظوا من المستهزئين الذين يسخرون من تدريبات إيمانهم للرجوع إلى أرضهم. مزمور124:إن البقية العائدة تطلب من الرب حفظها طوال الطريق. إنهم لن يصيبهم التعيير من المستهزئين فحسب (مزمور 123) ولكن الناس قامت ضدهم في محاولة لتدميرهم (ع 1 - 5). إنهم يباركون الرب لأنه بمعونته هربوا من خطط الأعداء (ع 6 - 8). مزمور 125:وإذ تقترب الأسباط من أرض إسرائيل، فينظرون إلى الجبال المحيطة بأورشليم وأكثر من ذلك فإنهم يرون الرب ساكناً في صهيون (ع 2). وهذا تشجيع عظيم لهم إذ يجعلهم أن يتطلعوا بالإيمان إلى الوقت عندما يستبعد ويقضي على كل الشر ويرتفع البر وحده. مزمور 126:يرى أسباط إسرائيل الآن كمن دخلوا أرض إسرائيل.فسبيهم وتشتتهم الطويل تحول في النهاية واستردوا إلى الرب[86] (مز 14:7). فامتلأت أفواههم ضحكاً وفرحاً إذ يصرخون معاً مع السبطين من اليهود. والأمم المحيطة بهم تجبر على الاعتراف بأن الرب صنع أشياء عظيمة لإسرائيل إذ يشهدون بأن أمة قد ولدت في يوم واحد (ع 1 - 3)وهم إذ يستشعرون الخطر بسبب الأعداء فإن إسرائيل لا تزال تصلي لأجل خلاصها الكامل وبركتها في الأرض (ع 4 - 6). مزمور 127:يشير كل من مزمور 127 و 128 إلى الوقت عندما تعود كل أسباط إسرائيل للسكن في أرضهم آمنين تحت حماية الرب (حز 38:11). وتدريبهم في ذلك الوقت هو إعادة بناء مدينة صهيون (أش 61:4، أر 30:18، أر 31:38 – 40، عا 9: 14) التي خربها ملك الشمال قبلاً (مز 73: 18 – 20: 74: 1 – 8، مز 75:3. مز79: 1 – 3 و 7، مز 80:12 - 16). ويعترفون بحاجتهم للرب لحفظ المدينة مظهرين بذلك أن الأعداء لا يزالوا موجودين (ع 1 - 2). وإذ تبنى بيوتهم من جديد يتوقعون الأفراح بأن يكون لهم بنون وتقام العائلات في الأرض (ع 3 – 5). مزمور 128:يصف هذا المزمور حياة السلام للإسرائيلي التقي الذي عاد إلى الأرض ويسكن آمناً هناك. وتصف أفراح العائلة في ذلك اليوم (أش 62: 8 – 9، أش 65:21 - 23). والجميع في سلام تام وفي ترتيب تقوى لأن الرب سيسكن في صهيون (ع 5). مزمور 129:بينما يستمتع إسرائيل الراجع بالسلام في أرضهم نتيجة حضور الرب في صهيون، ولكنهم يراجعون الضيقات التي كابدوها من أعدائهم. وكثيراً ما استخدم الله أعداءهم وخاصة الآشوري (أش 10:5) لقضاء التأديب في الماضي ("شباب" إسرائيل يشير إلى أيامهم القديمة في الأرض في أزمنة العهد القديم) هذه المضايقات تشتمل على هجوم ملك الشمال وجيوشه (دا 11: 40 – 43، مز 73:19 – 19، مز 74:1 – 8، مز 75:3، مز 79:1 – 3، مز 80:12 - 16) التي استخدمها الله لإظهار التوبة المطلوبة (التي يتحدث عنها "الحراث")في شعبه (ع 1 - 3). انظر أيضاً يوئيل 2: 12 – 17. كما يسترجعون أيضاً عبودية المسيح ("الشرير") أثناء فترة الضيقة العظيمة، ولكنهم رأوا قوة الرب وهي تدحره بالقضاء عليه (ع 4). وفي النهاية يتطلعون للأمام للخلاص التام الذي سيلحق صهيون عندما يتم القضاء على الظالمين ومنهم جوج (روسيا) (ع 5 - 8). مزمور 130:نرى في هذا المزمور يوم الكفارة[87] (لا 23: 26 – 32، أش 53:1 - 2) في تطبيقه الكامل على الأمة. فالاثني عشر سبطاً معاً يصرخون إلى الرب بتوبة كاملة عن خطاياهم وفي تواضع حقيقي عميق يتعلمون أن هناك غفراناً من الرب (ع 1 – 4). وتظهر فيهم ثقة هادئة ورجاء في الرب إذ يطرحون نفوسهم على رحمته ولأجل كل ما يأتي عليهم (ع 5 - 8). مزمور 131:إنه تواضع القلب الذي سيظهر في الاثني عشر سبطاً لإسرائيل من جراء فحص نفوسهم العميق والحكم على الذات كما في المزمور السابق صف 3: 11 – 13. مزمور 132:من الناحية التاريخية فقد كتب هذا المزمور الملك سليمان عند اكتمال بناء الهيكل[88]. وحكم الملك سليمان صورة لحكم المسيح الألفي الآتي. وفي هذا المزمور يعيد أمامنا تدريبات داود أبيه في أن يعطي التابوت (رمز للمسيح) مسكناً أرضياً مناسباً في صهيون. ومن الناحية النبوية فإن الأسباط الراجعة من إسرائيل ستجتاز اختبارات (أو تدريبات) متشابهة لتهب مسكناً للرب في صهيون ليسكن بين شعبه. وهذا سيطابق ما يحدث عند إقامة الهيكل الألفي المستقبلي (ع 1 - 5). ويعيد لنا المزمور أيضاً عودة التابوت إلى إسرائيل بعد "إيخابود" (زوال المجد) الذي كتب على شعبه (ع 6 - 9). وهذا يطابق عودة مجد الرب إلى شعبه. انظر حزقيال 43: 1 – 5، حجى 2: 7. وأكثر من ذلك فإن وعد الرب لداود يذكر بأن نسله سيجلس على عرشه إلى الأبد (2 صم 7:12 - 16). والمسيح كابن داود سيتخذ مكانه في صهيون كملك إسرائيل[89] (ع 10 - 18). مزمور 133:وإذ يسكن الرب بين شعبه كمسياهم فإن العداوة التي قامت بين السبطين (يهوذا وبنيامين - اليهود) وبين العشرة الأسباط ستنتزع. فالحسد والنزاع الذي دام طويلاً بينهما (إش 11:13) سوف يبطل. وروح الله (المزمور له "بالدهن الطيب" أو "الزيت الطيب" Precious Oil بحسب ترجمة داربي) الذي ينسكب على الأمة الجديدة الراجعة (يؤ 2: 28 - 29)، وبركة الرب (المرموز لها بالندى ع 3) التي تنزل أو تتساقط عليهم. مزمور 134:يختم هذا المزمور المجموعة بأن الأرض تبارك من صهيون. وصهيون هو مكان البركة على الأرض لأن الرب فيها. وتبدأ ببركة نازلة أولاً على إسرائيل (مز 133:3). ثم بركة من إسرائيل صاعدة بالشكر (مز 134: 1 – 2)، وأخيراً بركة بواسطة إسرائيل ممتدة للعالم (مز 134:3).
|