|
الأشجار المثمرة:
ليست الأشجار المثمرة هي النتيجة النهائية لمليارات من سنين التطور النشوئي من وحيدات الخلية البحرية. بل إن الله خلقها قبل يومين من ظهور أي حياة بحرية، بالإضافة إلى كل أنواع النباتات الأخرى. وهي لم تنمُ من بذور، بل خُلِقَتْ تامة النمو (بدون حلقات نمو). لقد خلق الله بذوراً، ولكنها كانت داخل الثمار المتدلية من أشجار تامة النمو ("شَجَراً ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرا كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ" (تكوين 1: 11). وبشكل مشابه، لم تتدرج الكائنات البشرية بالنشوء من أسلاف شبيهة بالقردة، ولم تنمُ من بيوض ملقحة أو من صغار. لقد خُلِقَتْ كاملة النمو (بدون سرة[58])، وقادرة تماماً على إطاعة أمر الله بأن "اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأوا الأرْضَ" (تكوين 1: 28). إن المفهوم الوحيد لأصل الأنواع الذي يلائم الحقائق المنظورة للمورثات و علم الإحاثة هو الخلق الفائق للطبيعة، والذي ظهرت بموجبه أعدادٌ كبيرة من الأنواع الفريدة والمميزة للأحياء بشكل فجائي مع التمتع بالقدرة على التكاثر بحسب نوعها. إن أوضاع تسوية، مثل النشوء التوحيدي (الإيماني)، لم تتلاءم مع العبارات والتصاريح الواضحة في الكتاب المقدس ولا مع اكتشافات العلم التجريبي.
|
أسبوع الخلق
|
اليوم الأول:
ابن الله (يوحنا 1: 3؛ كولوسي 1: 16) خلق الكون برمّته. في السماء الثالثة (2كور 12:2) خُلِقت كل الكائنات الملائكية بارةً وسُرت برؤية مخلوقات الأرض بعد دقائق (أيوب 38:4-7) السماء الثانية في الفضاء الخارجي كانت فارغة كلياً ولذلك كانت مظلمة، إلى أن خُلِقَ نور فلكي مؤقت ومحلي لتبدأ دورة الليل والنهار. من الواضح أن السماء الأولى من غازات الغلاف الجوي كانت بلا غيوم (انظر تكوين 1: 6) في هذه المرحلة كانت الأرض كاملة ولكن غير مكتملة ("خلق الله الأرض..... خربةً وخاليةً").
|
اليوم الثاني:
جزء من محيط الأرض الذي لا شاطئ له رُفع فوق "قبة السماء" التي في الغلاف الجوي لتشكل السماء التي احتجزت عاكسةً إشعاعاً حرارياً شمسياً طويل الموجة. هذا "التأثير الدفيئي" الذي قبل الطوفان هو أفضل كا يفسر الدليل الواضح على الحياة النباتية والحيوانية الواسعة (والذي كثير منها إستوائي) هذه التي تقبع الآن متجمدةً ومدفونة في المناطق القطبية الشمالية. إن الجلد (مثل السموات, والأرض، والظلمة، والجنس البشري) كان قد قيل عنه أنه تحديداً "حسنٌ". ولكن كل هذه الأشياء كانت مشتملة فيما قيل أنها "حسنٌ جداً" الواردة في 1: 31.
|
اليوم الثالث:
فجأة ظهرت أرض (أو مناطق) يابسة واسعة فوق مستوى البحر في عالم ابن الله. لقد وضع عليها كل الأنواع الرئيسية (في العبرية min، انظر لاويين 11: 13– 22) من الأعشاب، والحشائش، والأشجار المثمرة، وكلها "ناضجة" مثل آدم (ولكن بدون علائم غير ضرورية للعمر كمثل حلقات النمو) وبذرها "فيها" لأجل تكاثرها الدائم "كجنسها". لم تكن لديه أية صعوبة في أن يمدها بأسباب الحياة ليوم قبل أن تُخلق الشمس (انظر رؤيا 21: 23).
|
اليوم الرابع:
الشمس والقمر والنجوم (بما فيها الكواكب، إلخ) كانت قد "عُمِلت" (مرادف لـ "خُلِقت" في هذا الأصحاح كما يتبين من مقارنة 1: 21 مع 1:25، و1: 26 مع 1: 27) بعد ثلاثة أيام من الأرض، وهذا يدحض صحة عبادة الشمس (انظر أيوب 31: 26- 28؛ حزقيال 8: 16). إن النظريات والافتراضات الزائفة الوهمية في علم الكون يرفضها الله كلياً (أش 47:13؛ إر 10:2). لقد صُمِمت للإنارة (بأشعة ضوئية خُلِقَت مع مصادر الضوء في كون فاعل بشكل كامل)، ولأوقاتٍ وأيامٍ وسنين، ولآياتٍ (مز 19: 1- 6؛ رو 1: 20).
|
اليوم الخامس:
خُلقت الحيوانات البحرية والطائرة من المياه بوفرة. والحيتان (أعظم الـ "تنانين") لم تتطور عن ثدييات برية، ولم تتطور الطيور عن زواحف، لأنها خُلِقَت قبل يوم واحد سابق. هذا القلب في الترتيب (الأرض قبل الشمس والأشجار المثمرة قبل المخلوقات البحرية) تنسف نظرية اليوم-الدهر التي تمد أيام الخلق لتتوافق مع الفترات الزمنية الكبيرة في الجيولوجيا النشوئية.
|
اليوم السادس:
تم فيه خلق كل الحيوانات البرية بما فيها أنواع الديناصورات (من بين "الزحافات" - انظر أيوب 40: 15- 23). لقد خُلِقَ آدم بالغاً راشداً وفُوِّض لحياة من العمل السار والطاعة الإرادية. لقد سمّى كلَّ الطيور وأنواع الثدييات (بتصنيف غير رسمي ولكن دقيق بفكر لامع وغير ساقط).
لقد اكتشف أنه ليس هناك من حيوان "معيناً نظيره". خُلِقَت حواء من آدم، وبهذا ضمنت وحدة الجنس البشري (أعمال 17: 26؛ 1 كورنثوس 15: 22). لقد أنجز الله الزفاف الأول (متى 19: 6). وصار الكون كاملاً مكتملاً.
|
اليوم السابع:
لقد تَعِبَ الله أو أُنهِكَ من عمله في الخلق (أش 40: 28- 31)، ولكنه كرس اليوم السابع ("قدسه") وباركه لخير الإنسان لكيما يجله ويعبده بطريقة خاصة. لقد جُعِلَ ملزماً قانونياً وشرعياً لإسرائيل فقط (خروج 20: 9- 10؛ كولوسي 2: 16). إن سبت الخلق لا يستمر إلى هذا اليوم وإلا لكان الله سيلعن اليوم الذي باركه. لقد دام 24 ساعة مثل بقية الأيام الست.
|
من الخلق إلى السقوط:
إن المدة من أسبوع الخلق إلى السقوط على الأرجح أنها قد دامت بضعة أيام فقط بدلالة (1) أن الزوج الخالي من أي خطيئة أو خلل جسدي أُمِرا بأن " اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا" (تك 1: 28)، ولكن ليس من حمل قد حدث إلا بعد طردهما من الفردوس؛ و(2) يبدو أنه من غير الملائم أن يكون آدم وحواء قد استمرا لفترة طويلة في حالة بر غير مثبت، فبينما كان الهدف الأساس من خلقهما هو أن يمجدا الله بعبادته طوعياً، اختارا إدراك ووعي البدائل الخاطئة (انظر يوحنا 4: 23- 24؛ 1 يوحنا 2: 15).
والسقوط (1) أتى بموت روحي مباشر لآدم وحواء، و (2) جعلهما عرضة للموت والفناء الجسدي، و (3) غيّر جسد حواء فصارت تنجب الأولاد بألم، و(4) بدأت ميزات أكل اللحوم عند العديد من الحيوانات، و(5) تحول العمل الزراعي من عمل بهيج سار إلى عمل شاق. انظر "الطوفان في التكوين"، ص 454- 473.
|