الإلاهة الكبرى في جبيل. عُرف اسمُها في مصر منذ المملكة الوسيطة، واعتُبر منذ ذلك الوقت صفة من صفات حاتور. وفي مناجم الفيروز في سرابيت الخادم في سيناء، أعطت المدوّنات السينائيّة الأولى اسم بعلة إلى حاتور. عُبدت حاتور في جبيل منذ المملكة القديمة (القرن 25-24)، وقد يكون التماثل بين حاتور وبعلة جبيل قد تمّ في ذلك الوقت. وستمتدّ الوثائق حتى نهاية الحقبة الفرعونيّة. نجد مثلاً في هيكل إدفو على أيام بطليموس العاشر (107-88) مدوّنة. تقول : "حاتور، بعلة جبيل". في ذلك الوقت كان الدمج قد تمّ منذ زمن بعيد بين حاتور وايزيس، فتمثّلت بعلة جبيل في ايزيس - حاتور في أيام يحوملك (القرن الخامس). في جبيل، جلست على عرش من النمط المصريّ، ولبست الثوب اللاّصق الخاص بالإلاهات المصريّات. يدها اليمنى مرفوعة علامة البركة، واليسرى تمسك الصولجان، وعلى رأسها وبين قرنيها القرص الشمسيّ. الدمج بين إيزيس وحاتور، قد يكون في أصل مسيرة إيزيس الأسطوريّة إلى جبيل، كما يرويها بلوترخس (مقال عن ايزيس واوزيريس 13-16)كما يكون في التماهي بين بعلة جبيل وأفروديت و"عشتار الإلاهة الكبرى". نذكر هنا خبرًا لمليتون المزعوم (في السريانيّة) يعود إلى القرن 3 ب.م. "عبد شعبُ فينيقية بعلة، ملكة قبرص، التي أحبّت تموز ابن كوشر، ملك الفينيقيّين، وتركت مملكتها وجاء ت تقيم في جبيل، قلعة الفينيقيّين، وأخضعت في الوقت عينه كل القبارصة للملك خوشر. فمع أنها أحبّت أريس قبل تموز، فقد زنت مع تموز. وبما أنّ زوجها أمسكها في الجرم المشهود، وكان غيورًا عليها، جاء فقتل في جبل لبنان تموز الذي كان يصطاد الخنزير البريّ. بعد ذلك، لبثت بعلة في جبيل وماتت في أفقا حيث دُفن تموز" (كيورتون، حصاد سريانيّ، 1855، ص 43-44). وقد عبّروا عن حب بعلة لتموز في طقوس الزواج المقدّس كما عرفه الصابئة في حرّان، الذين كانوا ينصبون خيمة العرس في وسط المعبد لبعلة في عيد تموز. ولأسباب نجهلها، ماهى فيلون الجبيليّ بين بعلة وديوني (اوسابيوس، التهيئة 1/10 :35). لم يُعرف الاسم القديم لبعلة جبيل. وهي قد عُرفت بهذا اللقب في المدوّنات الجبيليّة القديمة (10-9 ق.م.) مع الملك أبيبعل واليبعل وشفط بعل، ثمّ يحوملك (القرن الخامس)، وفي لوحات فينيقية تشير إلى النذور.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|