الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: بيت، (الـ)

في العبرية : ب ي ت : وهو يدخل في عدد من الاسماء : بيت لحم، بيت عنيا... في اليونانية : أويكوس أو : أويكيا. 1) العهد القديم. البيت هو نمط السكن العاديّ لدى بني اسرائيل (وسائر الشرق) في الحقبة البيبليّة. غير أن الآباء وبني اسرائيل الذين جاؤوا من مصر قد عاشوا تحت الخيمة. وهذا التقليد يفسّر العبارة المقولبة التي نقرأها في بداية المرحلة الملكيّة : "كل واحد إلى خيمته" (1صم 13:2؛ 2صم 18:17؛ 20 :1). بل حتّى نهاية الحقبة الملكيّة، رفض بعضُ من بني اسرائيل التقليديين مثل الركابيين أن يبنوا بيتا، إنما كانوا يعيشون في الخيام (إر 35:7). كانوا يتركون البيت بشكل مؤقت من أجل أعمال الزراعة، أو من أجل السير مع القطعان في الانتجاع، أو من أجل قطاف التمر. كانوا في ذلك الوقت يقيمون في البساتين تحت كوخ مصنوع بأغصان الشجر (سوكه، من هنا عيد الاكواخ أو عيد المظال). وأخيرًا في أيام الحرب أو اجتياح العدوّ للبلاد، كان الناس يلجأون إلى المغاور الموجودة في قلب البلاد، أو إلى الصحراء (قض 6 :2؛ 1صم 13:6؛ 1مك 2 :31). تألّف البيت في أرض اسرائيل من حجر أو لبن (مع أساس من حجر). في بداية عصر الحديد (القرن 12-11 ق.م.) تألّف البيت من أربع غرف حول فناء داخلي. نمط وُجد في فلسطين وفي خارج فلسطين، وكان يتيح للعائلة أن تجتمع حتى أربعة أجيال مع ممارسة الزراعة وتربية الغنم أو المعز. كانت البيوت كلها من نمط واحد. ولكن منذ القرن 8 ق.م.، بدأت الاختلافات الواضحة بين بيوت الفقراء وبيوت الاغنياء، بين البيوت في القرى والقصور في المدينة. وبعضُ هذه المساكن اغتنت بأثاث من العاج ولا سيّما في أورشليم والسامرة. بل بنى الاغنياء البيت الشتويّ والبيت الصيفي (عا 3:15). كانت مجمل البيوت طابقًا واحدًا مع فتحات تلعب دور الباب والنافذة. أما السطح فمؤلّف من عوارض خشبيّة وأغصان الشجر وطبقة من الطين يجب أن ندحلها مرارًا في الشتاء. في الفناء الداخلي، نجد فرن الخبز و الرحى؛ وربّما البئر. غير أنه كان لبعض البيوت سطح متين يتيح للأسرة أن تبني علّية أو غرفة صيفيّة (قض 3 :20؛ 2صم 19:1؛ 1مل 17 :19؛ 2مل 1 :2؛ 4 :10؛ 23 :12؛ إر 22:14، دا 6 :11). بعض هذه البيوت الفخمة عرفت في العلية النوافذَ المزيّنة كما وُجد في رامة راحيل وفي أورشليم. في نهاية الحقبة الهلنستيّة، تطوّرت البيوت ولا سيّما في المدن. هناك أكثر من طابق في البيت مع العواميد والفسيفساء. وضمّ البيتُ الخدم. ثم إن لفظة بيت دلّت على مفهوم أوسع : بيت اسرائيل وبيت يهوذا أي مملكة اسرائيل ويهوذا (1صم 7 :2 - 3؛ 2صم 12:8؛ مت 15:24). ويعني البيت السلالة كما في "بيت داود" (1مل 12 :20؛ لو 1 :27؛ 2 :4). 2) العهد الجديد. نرى البيت هنا على أنه الموضع العاديّ لنشاط يسوع في الجليل. ويبدو أنه بيت سمعان واندراوس في كفرناحوم (مر 1:19؛ مت 8:14)، الذي يُسمّى "البيت" في (مر 2:1؛ مر 3:20؛ 7 :17؛ 9 :33؛ 10 :10 (والبيت سيكون فيما بعد الكنيسة والموضع الذي تلتئم فيه الجماعة). ويتحدّث النص أيضًا عن بيت لاوي (مر 2:15) وبيت عدد من الوجهاء (مر 5:38؛ رج لو 14 :1)، وبيت زكا الذي كان من كبار جباة الضرائب في أريحا (لو 19 : 2-10). إنّ خبر المخلّع الذي ينزلونه من السطح بسبب الجموع، يجعلنا نرى نظرة مختلفة إلى البيت عند الانجيليين. مر 2:4 يحدّثنا عن سطح مع فتحة (تسمّى قوفعة) تغلق في الشتاء وتفتح في الصيف. أما لو 5 :19 فيحدّثنا عن بيت بقرميد كما في البيوت اليونانيّة والرومانيّة. ونجد التقليد الفلسطيني في خبر عشاء الرب الذي احتفلوا به في علّية (مر 14:15؛ لو 22 :12). هذه العلّية (في أحد بيوت أورشليم) صارت الموضع العاديّ لتجمّع الاثني عشر والتلاميذ (أع 1:13؛ 2 :2)، ولكسر الخبز الذي يتمّ "في البيت" (أع 2:46) مع التعليم (5 :42؛ 20 :20). بعد ذلك أشار بولس إلى الجماعة التي تجتمع في البيت (1كور 16 :19؛ كو 4 :15؛ فلم 2). إذن، لعب البيت دورًا هامًا في بدايات المسيحيّة. ثم إن المهتدين الجدد كانوا يعتمدون مرارًا مع كل أهل بيتهم (أع 11:14؛ 16 :15، 31، 34؛ 18 :8؛ 1كور 1 :16؛ 2تم 1:16؛ 4 :19)، يعني مع أفراد العيلة والخدم. وهكذا يصير البيت جماعة مسيحيّة صغيرة. وإن احتاج الرسول إلى مسؤول في الجماعة، يأخذ من يرئس بيته بحسن التدبير (1تم 3:4-5، 12؛ تي 1 :6-7؛ رج 1:11). ونجد في خلفيّة هذه الإرشادات صورة كنيسة الله التي هي بيت الله (1تم 3:5، 15؛ عب 3:3-6؛ 1بط 4:17). وتعود صورة "بيت الله " إلى نقطة الانطلاق. فالبيت هو الهيكل (مر 2 :26 وز) ويسمّيه يسوع "بيت أبي" (يو 2 :16-17؛ رج لو 2 :49)، وهو يريد إصلاحه كي يصبح حقًا "بيت صلاة" (يو 14 :2؛ مر 11:17؛ رج إش 56 :7). فشلت محاولة الإصلاح هذه، فحكم على الهيكل بأن يُترك (مت 23:38)، يصير خرابًا. وسيلعب يسوع دور الهيكل، أي موضع اللقاء بين الله والبشر (يو 2:19-21). وبعده، يؤلّف كل مؤمن، كما تؤلّف الجماعة كلها (1كو(ر 3:16-17؛ ر 6:19؛ أف 2 :20 - 22؛ 1 بط 2 :5) بيتًا روحيًا يُدعى إلى أن يدوم إلى أن يدوم إلى الابد. وهكذا نرتدي مسكننا السماويّ (2كور 5:1-2) الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية