مع أن اليونان أقاموا في مصر منذ عهد البطالسة حتى الفتح العربي، فاللغة القبطيّة التي تفرّعت من المصرية القديمة، وكُتبت في حروف يونانية زيدت عليها حروف ديموتيّة، قد حافظت على موقعها الأول وسط شعب البلاد. ولهذا برزت الحاجة إلى ترجمات للكتاب المقدس في السنوات 150-200. وهكذا كانت ست ترجمات مختلفة لا نستطيع أن نحدّد بالتدقيق تاريخ كل منها. يعتبر بعضهم أنه منذ سنة 150-200، كانت هناك ترجمات غير الصعيديّة والبحيريّة.
كان للترجمات الفيوميّة والاخميمية الأولى والاخميمية الثانية تأثير محدود جدًا في الزمان (القرن السابع) وفي المكان. وحدها الاخميمية الثانية لعبت دور لغة أدبيّة وتجاوزت حدود منطقة المتكلّمين بها. ولكن بما أنها ارتبطت بالاوساط الغنوصيّة فقد زالت مع هذه الاوساط. من القرن الرابع حتى القرن الحادي عشر، فرضت الصعيديّةُ المنمّطة نفسها كلغة أدبيّة. أما البيبليا الصعيدية فقد زاحمتها في البداية البيبليا اليونانيّة (إن لاهوتييّ الاسكندرية الكبار من فيلون إلى اثناسيوس قد دوّنوا كتبهم في اللغة اليونانية). ولكنها ما عتّمت أن سيطرت بعد مجمع خلقيدونيّة (451) وتكوين الكنيسة المونوفيزية القبطيّة. فانحصر استعمال البيبليا اليونانيّة بالملكيين دون سواهم. وبعد القرن الحادي عشر، أزالت "اللغة" البحيرية "اللغة" الصعيدية، وتبعت الترجمات البيبلية هذه الحركة. ولكن في ذلك الوقت بدأت القبطية انحطاطها أمام اللغة العربيّة. وانطفأت بشكل نهائي في القرن السابع عشر، ولم تعد موجودة اليوم إلا في بعض المقاطع الليتورجيّة.
نذكر هنا الترجمة الصعيدية، الاخميمية الأولى والثانية، البهلنسية، والفيومية والبحيرية.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|