سنة 350، استعمل أولفيلا، الاسقف الاريوسي لدى القوط المقيمين في ميسية (البلقان)، أبجديّة خلقها بنفسه منطلقًا من الابجديّة اليونانيّة والابجدية الرونيّة (أبجدية قديمة استعملها الجرمانيون والسكندنيافيون). ثم ترجم الكتاب المقدّس. وقد يكون عاونه بعض الاشخاص.
وصلت إلينا فقط بعض أجزاء العهد القديم (تك 5؛ مز 52 : 2-3؛ نح 5-7)، فدلّت على علاقتها مع النسخة اللوقيانيّة كما مع الكودكس اليوناني الاسكندراني. قال المؤرخ الأريوسي فيلوستورج إن اولفيلا رفض أن يترجم 1 و 2صم، 1 و 2مل لئلا يقوّي عند المؤمنين الحماس من أجل الحرب.
عُرفت الأناجيل في كودكس ارجانتيوس الذي يعود إلى القرن السادس وقد حُفظ في اوبسالا (اسوج أو السويد). ونجد أجزاء من متى ولوقا ورسائل بولس في ستة مخطوطات أخرى (منها خمسة طروس). إن نصّ الترجمة القوطيّة قريب من الكودكس البازي (النص "الغربي"). هي ترجمة حرفيّة. فالكلمة اليونانية تترجم دومًا بذات الكلمة القوطيّة. وتتبع الترجمة ترتيب الكلمات كما في اليونانيّة.
إن الترجمة القوطيّة التي عاصرت الكتابات الرونيّة، تشكّل معها أقدم شاهد على اللغة الجرمانية (أو : الالمانيّة بالمعنى العام) في زمن اجتياح البرابرة لأوروبا. وصلت هذه الترجمة إلى إيطاليا، بل إلى مصر، ولكنها ما عتّمت أن تركت مكانها للترجمة اللاتينيّة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|