أي التكوين العظيم. مدراش مواعظي حول سفر التكوين. وقد سمّي في العبريّة "براشيت ربا" (أي في الرأس، وهذا هو عنوان سفر التكوين في العبريّة). نسبه التقليد إلى حوشايا العظيم، وهو من قوّالي (أمورا) أورشليم. ولكن يبدو أنّه دُوّن في حقبة متأخّرة. هذا المدراش يفسّر تك لهدف مواعظي، فصلاً بعد فصل، وآية بعد آية، في نصّ مكوّن من مئة فصل وفصل. وهذه الفصول هي التي حدّدها التقليد الماسوريّ أو دورة قراءة التوراة في ثلاث سنوات كما في أرض إسرائيل. كل عظة تبدأ بنشيد (فاتحة، افتتاحيّة) مأخوذ من المزامير أو الأمثال. لغة المدراش هي على العموم العبريّة، ولكنّها تشبه إلى حدّ بعيد لغة تلمود أورشليم حيث تمتزج أراميّة الجليل باليونانيّة واللاّتينيّة. ونجد هذه اللهجة بشكل جوهريّ في الأمثال. دُوّن هذا المدراش في فلسطين، فاستقى حيث استقى تلمود أورشليم، في القرن الخامس. واستعمل نسخات البنتاتوكس اليونانيّة والأراميّة. وهو يفضّل ترجمة أكيلا. أمّا بالنسبة إلى الترجوم، فهو يستند لا إلى ترجوم اونكلوس بل إلى ترجوم يوناتان المزعوم. هو يردّد المشناة ولكنه يجهل توسفتا. كما لا يعود أبدًا إلى مدراش هلكه أو "ابوت رابي ناتان". ما نلاحظ في "تكوين ربا" هو وجود أخبار نجدها في الأسفار المنحولة، كما في فيلون ويوسيفوس. هذا الكتاب هو أقدم ما وصل إلينا من عهد "امورائيم" (القوّالين) مع "لاويين ربا" و"مراثي ربا".
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|