في العبريّة : هـ ر. م و ع د. جبل الجماعة هو في إش 14:13 مدلولُ يرتبط بالميتولوجيا القديمة الشرقيّة. وهو يوازي جبل الله في حز 28:16. في الشرق، تأثّر سكان السهل بالجبال، بارتفاعها وعظمتها، فأثارت فيهم عاطفة قدسيّة. لهذا اعتبروا الجبل مسكن الألوهة. عرفت ملحمة غلغامش جبل الأرز (في لبنان) الذي هو مسكن الآلهة وعرش ارنيني. واعتبر سرجون جبل سيميريا (قرب بحيرة أدرميا) مسكن باليت ايلي. والكوسمولوجيا (علم الكون) الأكاديّة تصوّرت الأرض كجبل قد جعل إنليل مسكنه في قسمه الأعلى. وشرقيَّ جبل الأرض هذا، نجد الموضع الذي منه تشرق الشمس، جبل جماعة الآلهة. هناك يحدّدون مصير العالم كلّه في السنة الجديدة. وتحدّثت النصوص الأوغاريتيّة مرارًا عن جبل الشمال (ص ف ن) الذي هو مركز بعل وعرش سلطانه. وعليه تقيم آلهة أخرى. وكانوا يماهون (كما يقول الكتّاب اليونان) بين هذا الجبل وجبل الأقرع (1770م فوق سطح البحر ) أي جبل كاسيوس الهلنستي الذي يقع شماليّ أوغاريت. إنّ تحديد موقع جبل الجماعة في الشمال الأقصى (إش 14:13)، الذي تجهله الآداب الرافدينيّة، يدلّ على أنّنا هنا أمام موضوع جاء من الميتولوجيا الكنعانيّة. فإن إش 14:13 لا يفكّر بجبل محدّد، بل يقول بغموض : في أقصى الشمال. ومع أنّ النصّ يحمل هجاء لملك بابل، فاستعمال جبل الجماعة لا يدلُّ على السخرية. وهذا ما يدلّ عليه التوازي مع صعود السماوات وإقامة عرش فوق الجبال وترقّ إلى قمّة الغيوم. فالعرش هو في السماوات، فوق النجوم والغيوم. والمسكن على جبل الجماعة هو ميزة حصريّة بالله. ويطبّق مز 48:3 على صهيون، عرش الله، موضوع جبل الجماعة في أقصى الشمال. ولا بدّ من القول بأن جبل الجماعة يتميِّز بخصب فردوسي ووفر عظيم. فيُذكر من هذه الزاوية في حز 28:12-14؛ رج تك 49 :26؛ تث 33 :15.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|