نسبة إلى الجليان. نحن أمام فن أدبيّ أزهر في العالم اليهودي بين سنة 150 ق.م. و 100 ب.م. فالكتب الجليانية تعتبر أنها تقدّم بواسطة الوحي، معرفة سريّة عن الماضي والحاضر والمستقبل. وينتهي هذا الوحي بإعلان دقيق للنهاية.
نُسبت كتب الجليان أو الرؤى إلى أشخاص من الماضي : أخنوخ، موسى، عزرا. لقد سبق لله وكشف مخططاته لعبيده الأولين فدوّنوها في كتب سرّية كُشفت الآن للناس. اعتبرت هذه الكتبُ أن الشرّ يسيطر في العالم بفعل اللامؤمنين الذين يضطهدون المؤمنين. هي مواجهة بين قوى إبليس وجيوش الله. ولكن في النهاية سينتصر الله. وهكذا يتعزّى المؤمنون من الواقع الحاضر وما فيه من مرارة.
كيف ينظر الفنّ الجلياني إلى التاريخ؟ كل شيء محدّد مسبقًا. ومخطّط الله مرسوم منذ البدايات فلا مكان للصدفة، ولا مكان للحريّة. كل شيء مكتوب في الكتب السماويّة. فمن نال وحيها، عرف تاريخ البشر.
هنا يختلف الأنبياء عن أهل الجليان. عرف الأنبياء أن لله مخططّه، ولكنه مخطّط حبّ يريد خلاص البشر، دون أن يقرّر مسبقًا من يخلص ومن يهلك. لهذا كان نداء إلى التوبة والاهتداء. كل شيء يمكن أن يتبدّل حتّى قلب الله. أما في نظر أهل الجليان، فالله هو وحده مع قراراته الأزليّة. هو لا يتحاور مع البشر. بل يحرّك حتميّة تعمل بمنطق لا شيء يوقفه.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|