جي. بن. هنوم : وادي ابن هنوم. صارت في اليونانية : جائنا. وانتقلت إلى العربية جهنم (غير الجحيم الذي هو مسكن الموتى في العهد القديم، ويقابل الشيول). واد يقع جنوبي أورشليم. هو اليوم وادي الربابه. صار اسم المكان هذا مرادفًا لموضع العذاب.
1) العهد القديم. نجد بداية هذا التطوّر (على ما يبدو) عند إرميا (7 :30-8 :3؛ 19 :6؛ 32 :35). تتميّز وادي بن هنوم بوجود "توفت" (واد يُحرق فيه الأطفال)، فصار مقتل اليهوذاويين على يد نبوخذ نصر فدُعي "وادي الذبح". ولكن تسمية وادي هنوم كموضع العقاب ليست نهائيّة، لأنه سيأتي يوم فيه يكرَّس "كل وادي الجثث والرّماد... مقدسًا للرب" (إر 31:40).
في إش 66:22-24 الذي يتكلّم عن الخلاص النهائي في عالم وُلد من جديد، صار وادي هنوم موضع العقاب الاسكاتولوجي بعد أن كان موضعًا تاريخيًا : فخارج أبواب أورشليم التي صارت عاصمة العالم الدينيّة، ترقد جثث الجاحدين بعد أن يأكلهم الدود وتلتهمهم النار. ومع أن وادي هنوم لم يُذكر في هذا النص، فمن الواضح، على أساس ار 7:30-8 :3، أن إشعيا يشير إليه. ويفترق إش 66:24 عن إر 31:40، حيث وادي هنوم يصبح موضع عقاب : هناك لا يموت دودهم ولا تطفأ نارهم. فالنار والدود اللذان هما عنصران لا يتوافقان، يدلاّن على نوعين من العقاب تقاسيهما جثث الأشرار : أو هي لا تُدفن، أو هي تُحرق. دلّ تك 38 :24؛ ل(ا 20:14؛ ا 21:9؛ يش 7 :25 أن معاملة الحرق كانت تطبّق في اسرائيل. إذن، ليس من الضروريّ أن نرى في النار نار توفت. وبما أنه، حسب أفكار العهد القديم، تبقى جثة الإنسان تعكس صورة الله أو مجده، فمصير المؤمنين لا يمكن أن يُبقي المؤمنَ لامباليًا. لهذا نفهم أن تُعتبر مثلُ هذه المعاملات عقابًا قاسيًا جدًا.
2) أدب ما بين العهدين. نجد هذه الاسكاتولوجيا المركّزة على الأرض في 1 أخن 90:26-27 (رج 54:11؛ 56 :3-4). فنحن أمام واد مليء بالنار، يقع جنوبي الهيكل (هو وادي هنوم)، ويرمون فيه، في نهاية الأزمنة، اليهود الجاحدين، بل كل الخطأة من يهود ووثنيين. فجهنَّم مهيّأة للخطأة الذين لم ينالوا خلال حياتهم العقاب الذي استحقّوه. ثم يقومون ليُرسلوا إلى العذاب الأبدي في جهنم (1 أخن 22:10-11؛ رج دا 12 :2). إذن، ما يأكله الدود وتحرقه النار ليس جثة جامدة، بل خاطئ حيّ.
وجاء تأثير الاسكاتولوجيا المتسامية التي تفصل الخلاص النهائي عن الظروف الأرضيّة، فخسرت جهنم، كموضع عقاب، مدلولَها الطوبوغرافيّ شيئًا فشيئًا. ما عادوا يفكّرون بوادي هنوم القريب من أورشليم (4 عز 7:36؛ رؤباس 85:13؛ سي(ب 1:103؛ ب 4:185-186؛ رج يه 16 :20-21؛ سي 7:16-17). وهكذا بدأوا يماهون بين جهّنم والشيول (أو مقام الموتى، مثوى الموتى). لهذا نُسبت الظلمة التي تميّز الشيول، إلى جهنّم (1 أخن 46:3؛ (رج 63:6؛ رج 810:14؛ طو 4 :10). ومُزج كل هذا مع نار جهنّم. ولكن بما أن النار والظلمة لا تتوافقان، تصوّروا نار جهنّم كنار تحرق ولكنها لا تنير (2 أخن 10 :2). نجد هذه النظرات عينها عند آباء الكنيسة حول ما تفعله * نار جهنّم. في أقدم النصوص الرابينيّة، جهنّم هي الموضع الاسكاتولوجيّ لعذابات الخطأة. أما في نصوص القرن الأول ب. م، فجهنم موجودة منذ الآن، والخاطئ يدخلها حالاً بعد موته. وقد نجد هذه الفكرة في 1 أخن 27:2. وكانوا يقولون بأن بعض فئات الخطأة يستطيعون أن يطهروا بحيث يحرَّرون بعد وقت قصير من جهنم. ونكتشف الأصل الطوبوغرافيّ لجهنّم في عدد من النصوص تحدّد مدخل جهنم الاسكاتولوجية أو الماورائية قرب أورشليم.
3) العهد الجديد. تُذكر جهنم في مت 5:22، 29-30 ( 18 :9؛ مر 9:43، 45، 47)؛ مت 10:28 ( لو 12 :5)؛ مت 23:15، 33؛ يع 3 : 6. ثم إن العهد الجديد يستعمل مرادفات لجهنم مثل "اتون النار" (مت 13:42، 50؛ رج 1 أخن 98:3؛ 4 عز 7 : 36)، "النار الأبديّة" (مت 18:8؛ رج آ9؛ 582 :41؛ يهو 7؛ وص زبولون 10؛ 4مك 12 :22)، "بحيرة النار" (رؤ 19:20؛ 20 :10، 14-15؛ 21 :8؛ رج 1 أخن 90 :26-27). ويماهي العهد الجديد أيضًا بين جهنم والشيول ((مت 8:12؛ مت 22:13؛ 25 :30، "الظلمة الخارجيّة، 2بط 2:17؛ يهو 13). وبما أن مت 5:29-30 يذكر الجسد، نظنّ أننا في هذا النصّ أمام جهنّم كموضع عقاب اسكاتولوجيّ. ويُثبت هذا الرأي مت 13:42، 50؛ 25 :41 الذي يستعمل مرادفات لجهنم ترد في سياق الدينونة الأخيرة. وبالنظر إلى عبارة النصّ المطلقة (ليست مضافًا يتبعه مضاف إليه) والتوازي مع مت 3:7، إن "دينونة جهنم" في مت 23:33، تدلّ (على ما يبدو) على الدينونة الأخيرة (مع أن الكتابات الرابينية التي تأتي بعد سنة 50 ب.م. تعتبر أن دينونة جهنم هي الدينونة الخاصة للنفس بعد الموت). أما سائر نصوص العهد الجديد، فلا نستطيع أن نحدّد معناها. ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار تطوّر معنى الألفاظ، فالمعنى هو المعنى الاسكاتولوجي (هاديس في اليونانية). والفكرة التي تقول إن جهنم وأورشليم الاسكاتولوجيّة قد خلقهما الله منذ الأزل، نجدها في مت 25:41 والأدب الرابيني.
جوب 2صم 21:18. موضع قُتل فيه سبكاي الحوشي أحد الجبابرة واسمه سف. يقابله في 1أخ 20:4 : جازر. نحن هنا أمام مسرح من الحروب بين الفلسطيّين ورجال داود.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|