أولاً : استعمال الكلمة. آدم هو أولاً اسم جنس، وهو يعني الإنسان. ويقرّبه خبرُ الخلق من أدمه، أي الأرض المزروعة : خلق الله الإنسان من تراب الأرض (تك 2 :7). إذًا هو الإنسان الذي من الأرض، من الطين، وهو مدعوّ أن يعود إلى الأرض التي أُخذ منها لأنّه تراب (تك 3 :19). ويحتفظ آدم بمعنى اسم الجنس في الفصول الثلاثة الأولى من سفر التكوين. وتُستعمل الكلمة مع التعريف. في تك 1 :26، آدم هو اسم جمع. وفي تك 2 :23 يستعمل الكتاب "إيش" أي الذكر مقابل الأنثى (ايشه)، فالمرأة أُخذت من امرئ. بعد تك 4 :25 يصبح آدم اسم علم. ولكن في تك 5 :2 يحتفظ بدلالة الجمع : ذكرًا وأنثى خلقهم وباركهم وأعطاهم اسم "آدم" (أي الإنسان) يوم خُلقوا. أما عبارة "ابن آدم" فتعني الإنسان الأول وتعني كلّ إنسان. في عد 23:19 ومز 80 :18 ابن آدم تعني الإنسان. ويستعمل سفر المزامير "بني آدم" ليدلّ على البشريّة (مز 21:11؛ 33 :13...).
ثانيًا : مكانة آدم. هو أول إنسان، وهو رأس السلسلة البشريّة في 1أخ 1:1، ونهاية السلسلة الصاعدة من يسوع التي تصفه أنه ابن الله (لو 3 :38). آدم هو أبو البشريّة، كما يقول ابن سيراخ، بعد أن انتقل الأصل الترابيّ إلى كلّ البشر (سي 33 :10). ولكن آدم ينعم بأولويّة على سائر المخلوقات الحيّة (سي 49 :16). وينظر سفر الحكمة إلى آدم نظرة متفائلة، فيسمّيه النموذج الأول وأبا العالم. وبفضل الحكمة، تحرّر من خطيئته، وصار قويًّا ليتمّم رسالته كسيّد على كلّ شيء (حك 10:1-2). في العهد الجديد، يربط بولس بآدم، الخطيئةَ والموت، ليُبرز دور المسيح الخلاصي (رو 5 :12-19؛ 1كور 15 :22). ول?كنه في 1تم 2:13-14 يشدّد على مسؤوليّة المرأة. آدم الأول هو صورة الآتي (رو 5 :14). إنه النفساني (الحيواني) والترابي الذي حملْنا صورتَه. وسيحلّ محلّه آدم الأخير، الروحانيّ والسماويّ، المسيح القائم من الموت والذي سنحمل صورته أيضًا (1كور 15:45-49).
ثالثًا : في التقليد اليهوديّ. جعل التيّارُ الإخباري (ها غاده) من آدم كائنًا كاملاً. فامتيازاته وكرامته تجعله مساويًا لله الذي خلقه. ولكن الأجيال التي تبعته ستنحطّ. ونجد في الأخبار اليهوديّة وعند فيلون الاسكندراني اعتبارات تدلّ على طابع الإنسان الأول الذي هو ذكر وامرأة. ويقرأ ابن ميمون آيات سفر التكوين الأولى ليكتشف مكانة الإنسان ودوره في الكون.
رابعًا : في التقليد الإسلامي. آدم هو ممثّل الله على الأرض، وقد خُلق من الطين اليابس، فعلّم الملائكة أسماء الأشياء بعد أن علّمه الله. غُفرت له معصيته، فكان أول الأنبياء. وهو يقاسم يسوع امتيازًا في إنّه وُلد بغير تدخّل زواجي. خضع له الملائكة، ولكن إبليس المتكبّر رفض أن يخضع له.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|