تمثّل حلب أحد المراكز الفكريّة والدينيّة في سورية الشماليّة خلال الالف الثاني ق.م. في هذه المدينة، جمع الكتبة الحوريون التقليد اللاهوتيّ البابليّ الذي انتشر على مدّ الفرات. وانطلق هذا التقليد من حلب إلى أوغاريت، ثم إلى الجنوب الاناضولي وحاطي. وأسّس سوفيلوليوما الأول مملكة تابعة، وجعل على رأسها ابنه تيلبينو. هذا ما يدلّ على اهتمام الملك الحثيّ بالمدينة السورية وبمنطقتها. في هذه الفترة عينها، انتشر اللاهوت الحلبي في الأوساط الحثيّة، وهو واقع صار سهلاً حين ضُمّت كيزووتنا إلى حاطي. كانت كيزووتنا منطقة غنية بالمدارس اللاهوتيّة المتأثّرة بحلب. بعد الملك توداليا الرابع، عكس تجمّع الآلهة (بانتيون) في حتوسا ما نجده في حلب حيث سيطر تشوب وأقانيمه عبر هيبة وهيبة سرّومّا أو الالاهة الأم التي تحمل ابنها. ويلي هؤلاء الآلهة وفد من الآلهة الحوريّة والسوريّة التي حاول لاهوتيو حلب أن يرتّبوها أزواجًا كما في الديانة البابليّة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|