الحمية، القلعة. سمّيت في عا 6:2 : حماة العظيمة. مدينة قديمة ومهمّة على نهر العاصي في سورية. سمّيت في أيام أنطيوخس الرابع إبيفانيوس : إبيفانيا. هناك عبارة لبو حماة أي مدخل حماة. في لائحة الشعوب، حماة هي مُلك الكنعانيّين لا مُلك الأراميّين (تك 10 :18) وهذا ما يدهشنا. لحماة تاريخ طويل يقسمه العلماء إلى 12 مستوى. من المستوى العربيّ إلى المستوى الحجريّ. يبدأ المستوى الخامس حوالي سنة 1200 ق.م. (الحديد، الجرار، اللغة الهيروغليفيّة الحثيّة) وينتهي بين سنة 950 و900. نجد في هذه الحقبة أولى معلومات التوراة : الملك توعي يقيم علاقات صداقة مع داود (2صم 8 :9 ي). الملك سليمان يزحف على حماة (2أخ 8:3). يربعام الأوّل يحتلّ حماة (2مل 14 :28). ويبدأ المستوى الرابع سنة 800 ويمتدّ حتى احتلال الأشوريّين للمدينة. هنا نجد عصرًا من الازدهار (حقبة أراميّة، نُصب الملك زكير، أبنية فخمة مع العاج، كتابات في الأراميّة القديمة، أسماء علم أراميّة وفينيقيّة). ثمّ كان الاحتلال الآشوريّ (2مل 18 :34؛ إش 10:9؛ عا 6:2؛ زك 9 :2). وأرسل الأشوريّون سكان حماة كمستوطنين إلى السامرة (2مل 17 :24). فعبدوا الالاهة أشيما (2مل 17 :30). ويبدو أنّ السامريّين نُقلوا إلى حماة (إش 11:11). ليس من الأكيد أن اسم حماة صوبة (2أخ 8:3) الذي يدلّ على حماة في 2صم 8:9 ي، ينطبق على حماة المذكورة هنا. يجب أن نبحث عن حماة هذه في الجنوب.
ونقدّم بعض المعلومات الإضافيّة. إذا عدنا إلى تك 10 :181أخ 1 :16، نرى أن أهل حماة ارتبطوا بالحثيين وحُسبوا من بني كنعان. ولكن المدينة تُذكر دومًا على أنها الحدود الخارجيّة لكنعان التي تتوقّف عند لبو حماة مدخل حماة). بدأت العلاقات بين أرض اسرائيل وحماة في أيام داود بعد انتصاراته على الأراميين (2صم 8:9). لماذا هذا التحالف؟ لأن الاراميين الذين كانوا أنصاف بدو، جاؤوا من الشمال إلى الجنوب، من الفيافي الواقعة شرقيّ الفرات، وهدّدوا المدينة. قد يكون "حثّيون" انتقلوا في ذلك الوقت إلى خدمة داود. وقد يكون سليمان جاء بأخصّائيّين في ركوب الخيل وتسيير المركبات من ذلك المكان، فصاروا الركابيين وانضمّوا بعد انقسام البلاد إلى مملكة اسرائيل ومملكة يهوذا. وفي أي حال، احتلّ الاراميون حماة كما تقول مدوّنة الملك زكير (في لغة مميّزة وكتابة فينيقيّة). وبعد أن اتفقت حماة مع أنصاف البدو هؤلاء وتجهّزت بالمركبات، وقفت في وجه شلمنصر الثالث الاشوريّ ولا سيّمـا في معركة قرقر (853 ق.م.). تلاشت حماة بعد هذه الحرب، فانتقلت الأوليّة إلى دمشق التي صارت العدوّ الرئيسي لأشورية. تلقّى هددنيراري الجزية من بنهدد الثالث، ملك دمشق، ويوآش، ملك اسرائيل. في هذه الظروف مدّ يربعام الثاني مملكته حتى مدخل حماة، بل وصل إلى دمشق وحماة (2مل 14 :25-28) من أجل علاقات مسالمة مع مدينتين ظلّتا عدوّتين زمنًا طويلاً. ولكن هذا الوضع لم يَدُم طويلاً. ففرض تغلث فلاسر الثالث (745-727) الجزية على حماة، وجعلها مقاطعة في مملكته، وجلا عددًا من سكّانها. ولكن هذا لم يمنع القلاقل اللاحقة. فالحكّام أحبّوا المدينة وطلبوا مصالحها. وظلّ الوضع كذلك حتى سقوط المملكة الاشوريّة. ولما جاء نبوخذنصر إلى المنطقة، جعل مركزه في ربلة، القريبة من حماة (2مل 23 :23؛ 25 :21؛إر 39 :5؛ 52 :9، 27). في زمن الفرس، تحدّث زك 9 :2 عن حماة المزدهرة. وفي أيام السلوقيين، خسرت من أهمّيتها بعد أن نمت أفامية. غير أن انطيوخس الرابع شرّف حماة فأعطاها اسمه : ابيفانيا، الذي حملته طويلاً. في زمن الرومان، حلّت محلّ حماة، حمصُ الواقعة على العاصي.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|