الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: حمورابي

اسم أكادي : الحار (صفة الإله الشمس) يشفي. اسم أموري من العالم الساميّ الغربيّ. حمله ملوك عديدون في الشرق الأوسط خلال الألف الثاني ق.م. أوّلاً : حمورابي ملك بابل. (أ) كرونولوجيا. قبل حفريّات ماري على مجرى الفرات الأوسط، كان العلماء يجعلون حمورابي في سنة 2000 تقريبًا. ولكن النصوص المكتشفة في ماري، وتوافُق المستويات الأركيولوجيّة، فرضت على العلماء إعادة النظر في الكرونولوجيا. قالوا : لم يستطع حمورابي أن يمسك بزمام الحكم قبل سنة 1800. وعلى أساس مراقبة الكوكب المشتري في أيام عميصادوقا، الملك الرابع بعد حمورابي، أرّخوا حكم حمورابي واختاروا بين السنين التالية (المسافة هي 64 سنة كل مرّة) : 1792-1750 أو 1728-1686. ولا نقدر أن نرجع 64 سنة، لأنّه لن يبقى إلاّ وقت قصير من أجل دوام السلالة الكاسيّة. وهناك من يقول : 1848-1806 أو : 1704-1662. (ب) الملك. كان حمورابي الملك السادس في سلالة بابل الأولى (سلالة الأموريّين) التي أسّسها شومو أبو إبن وخلَف سين موبليت. استطاع حمواربي خلال 43 سنة من الحكم بفتوحاته وسياسته أن يوسّع أرضه الصغيرة ويجعل منها مملكة تضمّ كل أكاد وسومر وعيلام وأشنونا وماري وأشور. في السياسة الخارجيّة كان حمورابي "إعصارًا" في المعركة (مثال ملوك أكاد)، وكان في السياسة الداخليّة راعي شعبه (مثال ملوك سومر). بنى الهياكل، وسهر ليكون الاحتفال لائقًا بالآلهة. وحمى الحق وحرية أبناء شعبه حتى ضدّ موظفي الدولة، وساعد الزراعة فنفّذ أعمال الريّ، وشجّع التجارة فحفر القنوات من أجل السفن. ورسائل حمورابي المحفوظة تبيّن أنّ حكمه كان مركزيًّا وكان يحاول أن يستعلم عن كل ما يحصل في المملكة. وإن ملحمة الخلق "إنوما اليش" وملحمة جلجامش اللتين هما عملان من أصل سامريّ، عرفتا شكلهما الأكاديّ في أيامه. (ج) دستور (قانون) حمورابي. أعلن في بداية حكمه. ونحن نملك منه 20 مقطعًا من نسخ معاصرة أو لاحقة، كما نملك نصًّا كاملاً يعود إلى زمن حمورابي وهو منقوش على عمود (25،2 سم علو. دائرته العليا : 60،1. دائرته السفلى : 90،1 م). وجد هذا الدستور خلال حفريّات شوشن (سنة 1901-1902) وكان ثلاث قطع. وُضع أوّلاً في هيكل مردوك في بابل أو في هيكل أي ببار في سفار. وحُمل العمود كسلْبِ حرب إلى شوشن حوالي سنة 1160 على يد ملك عيلام سوتروك نحونتي الذي احتلّ بابل. هذا العمود هو اليوم في متحف اللوفر بباريس. هناك 282 مقطعًا منقوشًا على الحجر. تتضمّن هذه المقاطع كلّ الحقّ العامّ والخاصّ المعمول به في بابلونية، ولكنها تختلف في نقاط عديدة عن الممارسة. هذا يبيّن أنّنا أمام إصلاح هدفه توحيد التشريع من أجل توحيد البلاد على المستوى الاجتماعيّ والسياسيّ. ليس قانون حمورابي أقدم قانون وصل إلينا. فقد سبق حمورابي كل من : ليفيت عشتار ملك إيسين، بيلالام ملك أشنونا، أورنامو ملك أور. وإنّ تشريع موسى يتوافق في أمور كثيرة مع قانون حمورابي. ولكن قانون حمورابي يتفوّق عليه بالتنظيم. إنّ قانون موسى يتبع نظام التوسيع التاريخيّ، وهو في الحقّ المدنيّ يستلهم الدين أكثر من دستور حمورابي. لا يستند التوافق على اقتباس الواحد من الآخر، بل على تماثل القواعد الشرعيّة المعمول بها في مجتمعين ساميّين متشابهين. وهذا يظهر بوضوح من خلال أعمال نجدها في تاريخ الآباء ولا تتحدّث عنها شريعة موسى، ولكنها توافق دستور حمورابي أو سائر الدساتير السامية. مثلاً : زواج رجل مع أمة امرأته الشرعيّة من أجل إنجاب البنين (تك 16 :2؛ 30 :3. رج قانون حمورابي 144-147). معاملة هاجر واسماعيل (تك 21 :9-14، رج حمورابي 170-171). (د) علاقة حمورابي مع امرافل، أحد الملوك المذكورين في تك 14. من الممكن أنّ الكاتب لم يعد يعرف اسم حمورابي فسمّاه امرافل. ثانيًا : نعرف حمورابي ملك كوردا، وآخر ملك حانا، وثالث ملك في جمحاد (منطقة قريبة من حلب). حاول العلماء أن يماثلوا بين الثالث (اسم ابنه يريمليم وكان معاصرًا لحمورابي) مع امرافل المذكور في تك 14. الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية