الحيوان في الكتاب المقدس هو الذي نجده في مناطق البحر الأبيض المتوسط. هناك أصناف انقرضت مثل الأسد والدبّ والنمر، والبعض الآخر صار نادرًا بعد أن أختفت الغابات. لا نجد في البيبليا ترتيبًا منهجيًا لمختلف أنواع الحيوانات، كما هو الأمر اليوم في الدراسات الطبيعيّة. فالنظرة في الكتاب المقدس هي نظرة لاهوتيّة أو دينيّة. فما نجده في تك 1-2 يتوخّى ضمّ مجمل الحيوانات التي خلقها ا في لوحة واحدة، تلك التي تعيش في الماء، والتي تعيش في الجوّ، والتي تعيش على الأرض (تك 1 :20-21، 24-26؛ 9 :2؛ ق 1مل 5 :13؛ حز 38:20). وهناك ترتيب آخر يقسم الحيوانات بين طاهرة ونجسة (لا 11؛ ق تث 14 :4-20).
1) ترتيب أجناس الحيوان (1) هناك الحيوانات البحرية. الوحوش (ت ن ي ن ي م، تك 1 :21 الحيتان الضخمة) مثل التمساح ووحيد القرن. والسمك العاديّ، د ج ي. هـ ي م (تك 9 :2). ميّز لا 11 :9-12 الحيوانات المائيّة التي لها زعانف وفلوس، والتي لا زعانف لها ولا وقشور. (2) وهناك الطيور (ع و ف، تك 1 :20؛ 2 :20) : العصافير، والخفافيش (لا 11 :19)، وبعض الحشرات (لا 11 :20). ونجد اسم "ص ف و ر" (عصفور في تك 7 :14). (3) وهناك الحيوانات التي تعيش على الأرض : البهائم أو الحيوانات الداجنة، والوحوش، ومختلف الحشرات (تك 1:24-25). أما البهائم، فهناك الصغير منها (المعز، الخروف) والكبير (البقر). وهناك الزحافات بأنواعها (تك 3 :14؛ لا 11 :42)، وكل ما يدبّ على الأرض (تك 6 :20؛ 7 :14).
هذا على المستوى الطبيعي. أما على المستوى الديني فهناك التمييز بين الحيوان الطاهر والحيوان النجس. لا نستطيع أن نعرف الأسباب العميقة التي حدّدت هذا التمييز. هناك أسباب صحيّة. أو ارتبط بعض الحيوان بالشيطان. أو نجد في الأصل ممارسات وثنيّة. والسبب اللاهوتي هو أن على بني اسرائيل أن ينفصلوا عن الأمم في حياتهم اليوميّة (لا 11 :44-45). وإن لا 11 وتث 14 :3-20 يميّزان عدّة فئات. رج طهارة، نجاسة، طعام.
2) الحيوانات في البيبليا. إذا تطلّعنا إلى كل الخلائق المنظورة، تبدو حيوانات الأرض الأقرب إلى الإنسان. فقد خُلقت معه في يوم واحد (تك 1 :24). هي تغتذي العشب الأخضر وتفيد الانسان (تك 1 :26-30؛ 2 :20؛ ق 1 :28). أعطى الانسان الحيوانات أسماء (تك 2 :20) فدلّ على سلطته عليها. هذا التناسق قد حطّمته الخطيئة (تك 3 :15). ولكن السلام يعود في الزمن المسيحاني بين الانسان والحيوان (إش 11:6-8؛ رج تك 9:2-3، 12 :16؛ مر 1:13).
لا تبدو البيبليا معادية لعالم الحيوان. يقال أكثر من مرة أن ا يعتني بالحيوان (مت 6:26). وهو يحميها (تث 22:6؛ رج مت 18 :12). يستطيع الانسان أن يستخدم الحيوان. يأكل من لحمه (الحيوان الطاهر : تك 9 :3؛ 15 :16 الذي يذكر البقر والغنم والطيور؛ تث 14:3-26 حيث آ4-6 تقدّم لائحة بالحيوان الذي نصطاد). لم يكن الحيوان الطعام اليومي للانسان العادي ( طعام، لحم). والإنسان يقدّم الحيوان ذبيحة (الخروف، المعز، البقر؛ الحمام واليمام هما الطيران الوحيدان اللذان يستطيع الانسان أن يقدّمهما). ولكن يجب أن تكون هذه الحيوانات بلا عيب (لا 3 :1، 6). والفكرة التي تقول إن الدم هو مركز الحياة، فرضت نحر الحيوان بطريقة خاصة (تك 9 :4-5؛ تث 15:23). يمسك الانسان الحيوان في الصيد (أم 7:23؛ عا 3:5)، في الحفرة (خر 19:4) بشباك وأشراك (أم 6:5). وكان العصفور يؤخذ في عشّه (تث 22:6)، أو في شبكة (مز 91:3). وحيوانات الماء تؤخذ بالصنارة والشبكة (حب 1:15؛ أي 40 :26، الصيد). بدأت تربية المواشي في زمن مبكر جدًا (تك 4 :2، 20؛ 12 :26 من الضان والبقر والجمال والحمير). كانت الحيوانات تجرّ السكة أو العربة (الحصان، البقر)،
أو كانت مطيّة (الجمل، الحصان، الحمار، البغل). وكانوا يأكلون اللحم، اللبن، السمن. الصوف والوبر يُستعملان لحياكة الثياب (تك 3 :21)، أو لصنع الزقّ أو الخيمة. وكان الزبل يُحرق. استعمل القلب والكبد والكلى كدواء. وأعطى الفيل العاج.
كانوا يلعبون مع الطيور (اي 40 :29)، ويراقبون تنقّلاتها (إر 8:7)، ويبعدونها عن الزرع بواسطة الفزّاعة (ار 10:5). وعُرفت أمراض الحيوانات مثل الوباء (خر 9:3-9). ومنعت الشريعة تزاوج الحيوانات المختلفة (لا 19 :19). ومنعت بشكل خاص الحيونة (خر 22:18). إن ا يرسل بعض المرات الوحوش ليعاقب البشر بسبب خطاياهم (لا 26 :22؛ 2مل 17 :25). هذه الوحوش ترمز إلى القوى المعادية (تك 3؛ دا 7؛ رؤ 9؛ 13؛ 16). وهناك خصائص تجعل الحيوانات يرمزون إلى فئات البشر. فالأيّل يشير إلى المرأة المحبوبة وذات النعمة. وهناك أسماء بشر أخذت من اسماء الحيوان : ذيب أو الذئب. راحيل أو الرخلة (الانثى من الضان). دبورة أو النحلة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|