بنو أدوم (في العبريّة : بني أدوم).
أولاً : شكّل الأدوميون قبيلة ساميّة جاءت خلال هجرة عظيمة من الصحراء السوريّة العربيّة نحو المناطق المتحضّرة في نهاية عصر البرونز (نهاية الرابع عشر، بداية الثالث عشر )، وأقامت في منطقة سَيل زارد. منذ القرن التاسع عشر أو الثامن عشر ق م، أقامت في هذه المنطقة قبائل البدو. وإذا عدنا إلى تك 14 :6؛ 36 :20-30؛ تث 2:12-22، نعرف أن الادوميّين طردوا الحوريّين من مساكنهم. تهدف هذه النصوص أن تتحدّث عن شعب محارب تسلّط على المنطقة في القرن التاسع عشر ودمّر حضارة مزدهرة عاشت بين القرن 23 والقرن 20. ويبيّن تك 36:1-8، 19، 43 كيف أن أدوم يتحدّر من عيسو ذلك الصياد الإسرائيلي الآتي من الشرق، مع أن عيسو لا علاقة له بأدوم. ويعرف تك 36:1-5، 9، 19 العشائر الأدومية (لم تكن كلها في التحالف الاثني عشري أو الامفيكتيونية) : أليفاز، تيمان، أومار، صفو، جعتام، قناز، عماليق، رعوئيل (نحث، زارح، شمّة، مزّة)، يعوش، يعلام، قورح. ويشير تك 36 :40-43 إلى 11 (في الأصل 12) رئيس قبيلة هي : تمناع، عَلوة، يَتيت، أُهوليبامة، إيلة، فينون، قناز (القينيون؟)، تَيمان، مبصار، مجدئيل، عيرام. تقول النصوص المصرية التي تعود إلى سنة 1300 تقريبًا إن أدوم عبرَ حدودَ مصر مع مواشيه. وأشارت بردية هاريس (حوالي 1200) إلى سعيرة (سعير). امتدّت أرضهم جنوبي البحر الميت، وشرقي العربة حتى خليج العقبة. وقد يكونون تحركوا غربي العربة بسبب ضغط الانباط. احتموا وراء حصون عديدة، وتنضموا في دولة قبل بني اسرائيل. تكلّم عبدي هيفا ملك أورشليم عن "أراضي سعير" في صيغة الجمع بسبب عدد القبائل، وذلك في رسالة وجّهها في منتصف القرن 14 إلى الفرعون امينوفيس الرابع (رسائل تل العمارنة 288 :26). وهناك مدوّنات مصريّة تسمّي هؤلاء البدو شوسو فتميّز بينهم عددًا من القبائل : ر ب ن ت قد تكون : ل ب ن ت. ثم : ف س ف ص. ص م ع ت. ي ه و. ت ر ب ي ر. قد تكون : ت ر ب. إيل. اهتمّ الفراعنة بهذه المنطقة بسبب مناجم النحاس بجانب تمنة. وهذه المناجم استغلّها المصريون منذ القرن 13 وربّما القرن 15.
ذُكرت أرض أدوم، أول ما ذُكرت، في السنة الثامنة للفرعون منفتاح (1205-1204 ق.م.) في بردية انستازي السادسة التي ذكرت عشائر شوسو الادوميّة الذين جاؤوا إلى وادي توميلات (في مصر) مع قطعان الغنم (نشو 259أ). إن القبائل التي عاشت شرقيّ العربة والتي سمّاها بنو اسرائيل "ابناء عيسو" تركوا حياة البداوة وتحضّروا في القرن 12-11. ظلّت أرضهم تسمّى أدوم. ثم صارت أدومية، وذلك خلال الألف الأول ق.م. كانت أرضهم تمتد جنوبي البحر الميت وشرقي العربة حتى خليج العقبة، فتضمّ النقب وجنوبي مملكة الأردن الحاليّة. ثمّ انتقلوا غربي عربة تحت ضغط الأنباط. وكانت تحمي أرضهَم عدّةُ حصون. تنظّموا في دولة قبل بني اسرائيل.
إن تك 36 :31-39؛ 1أخ 1:43-54 يعطي لائحة ملوك الأدوميّين الذين حكموا بلاد أدوم قبل أن يكون ملكٌ على بني اسرائيل. تتضمّن هذه اللائحة الأسماء والأماكن : بالع بن بعور. اسم مدينته : دنهابه (مجهولة). يوباب بن زارح. اسم مدينته بُصرة. حوشام : تيمان. هداد بن بداد : عَويت (مجهولة). سملة : مسريقة (مجهولة). شاول : (رحوبوت) رحبة النهر. بعل حانان بن عكبور. هداد (بدل هدر. رج 1أخ 1 :50) : فاعو (مجهولة). بما أن الطريق التجاريّة (عد 20:17؛ 21 :22) نحو المرافئ الأدومية تشكّل طريق وصول اسرائيل إلى البحر. وبما أنه كانت مناجمُ غنيّة تجتذب بني اسرائيل، تولّد باكرًا عداءٌ كبير بين شعب اسرائيل وشعب أدوم (عد 20:14-21). قاتل شاول الأدوميين (1صم 14:47). وغلب داود 18000 أدومي في وادي الملح (2صم 8 :13 حيث نقرأ أدوم بدل أرام. رج مز 60:2، حيث ينسب النصر إلى يوآب قائد جيش داود). وجعل داود عددًا من الحاميات في أدوم. وبعد هذا، خضع الأدوميّون لبني اسرائيل مع المحافظة على ملوكهم (2مل 3 :9؛ رج تك 36 :31). وثار الأدوميّون في أيام سليمان، ولكن ثورتهم باءت بالفشل (1مل 11 :14-22، 25). قبل سليمان كان القينيون الذين تقاربوا من الأدوميّين بواسطة قناز (تك 15 :19؛ 36 :10-11، 42) يستغلّون المناجم الغنيّة. وفي تقليد العهد القديم، كان القينيّ توبال قايين أول حدّاد (تك 4 :22). واستعاد الأدوميّون استقلالهم بعد انفصال المملكتين بقليل (2مل 8 :20-22). انتصر امصيا (2مل 14 :7) وعزريا (2مل 14 :22) عليهم، ولكن انتصارهما كان عابرًا (2مل 14 :22). فحوالى سنة 800، دخل الأدوميّون في إطار العالم الأشوري. فبعد هدد نيراري الثالث (809-781) تذكرهم الكتابات الملكية الأشورية باسم "ادومو". فقوش ملك ادومو دفع الجزية لتغلت فلاسر الثالث. وعيرامو دفع لسرجون الثاني. واستدعى اسرحدون إليه، قوش غبري ملك ادومو. لا تذكر النصوص البابليّة الادوميين. ولكن نبوخذ نصر أخضعهم (إر 27:6؛ 49 :7-22؛ حز 32:29). وبعد احتلال أورشليم على يد البابليّين، ضايق الادوميون اليهوذاويّين واحتلوا مملكة مجرّدة من السلاح (حز 35:10؛ 36 :5). فعلوا هذا بضغط من الأنباط. هذا الموقف جعل الأنبياء يوجّهون التهديد للأدوميين ((إش 34:5-7؛ إش 63:1-6؛ حز 25:12-14؛ 35 :1ي؛ عو 6 :12؛ مز 371 :1ي؛ مرا 4:21). وأقام الأنباط في المناطق الجنوبيّة والشرقيّة من أرض أدوم القديمة. بعد هذا برز الأدوميون في التاريخ.
ثانيًا : هناك بعض قطع فخار اكتشفت في تل الخلفي في القرن السابع. هذا كل ما نملك من الأدوميين، ولهذا نجهل كلّ شيء عن أدبهم. ولكن يبدو أنهم أدركوا درجة من الحضارة تفوق ما تقوله المراجع غير الأدومية. كانت لغتهم قريبة من العبريّة والموآبية وقد تأثّرت بالعربية. أما الفخّاريات فتشبه ما وجدناه في سائر أنحاء فلسطين وهو متأثر بالصناعة السورية. وقد وُجد أدب حكميّ مهمّ في أدوم (رج ايوب) (إر 46:7؛ با 3:23؛ عو 8). عبدَ الأدوميون آلهة متعددة (2أخ 25:14). هناك أسماء مؤلفة مع الإله قوس (أو قوش) : قوشيا (1أخ 15:17)، برقوس (عز 2:53؛ نح 7:55)، قوستوباروس، قوش ملكا، قوش غبري، قوسامال. وأسماء عند الأنباط : قوس نتنان، قوس ملك، قوس الله. وهناك الإله ملك وعي. ووُجدت تماثيل قرب بصرة تمثل الاهة الخصب وتعود إلى القرن التاسع أو القرن الثامن.
أدوناي السيّد والربّ. أحد أسماء الله في العهد القديم. جمعُ الجلالة. المفرد : ادوني. أدوني يُستعمل في المنادى، حين يتوجّه الإنسان إلى الله (تك 15 :2،8؛ 18 :3، 27، 30،32؛ 19 :18؛ (تث 3:24؛ تث 9:26؛ أش 6:11). اعتبر اليهود أنه لا يحقّ لهم أن يلفظوا أسم يهوه، فكانوا يقرأون ادوناي كل مرة يلتقون كلمة يهوه في النص الموحى به. وهكذا أعطوا لكلمة يهوه حركات ادوناي.
أدوني بازق : سيد بازق. ملك كنعانيّ من أورشليم. غلبته في بازق قبيلةُ يهوذا (قض 1 :5-7) وشوّهته : قطعوا أباهم يديه ورجليه. قد يكون هو أدوني صادق (إلهي صادق وبار ) ملك أورشليم (يش 10:1-3) الذي يسمّى في السبعينية أدوني بازق؛ بازق هي اليوم خربة أبزق الواقعة على الطريق بين شكيم وبيسان.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|