والشرّ في العبرية : ط و ب (الخير ). رع (الشرّ). في اليونانية : كالوس (أو : اغاتوس)، كاكوس (أو : بونيروس).
1) صلاح ا. إذا كان وجدان البشر يُدرك الصلاح، فيجب أن نعود إلى ا. لأن ا هو الخير الأسمى. هو الصالح (ط و ب، (مز 54:8؛ مز 73:1؛ مر ا 3:25؛ عز 3:11؛ 2أخ 5:13؛ 30 :18). مثل هذا القول يأخذ مكانه في سياق ليتورجيّ. لهذا، فمن تكلّم عن صلاح ا امتدحه : "هللوا لأنه صالح" ((مز 118:1؛ مز 136:1؛ 1أخ 16:34؛ 2أخ 5:13). وسار العهد الجديد في خطّ العهد القديم. ا وحده صالح (مت 19:17؛ مر 10:18؛ لو 18 :19). فاذا عرفنا أن ا صالح واعترفنا بذلك، فلأن فيه صلاحنا وخيرنا. ونحن نختبر هذا الخير في الحياة الجماعيّة كما في الحياة الفرديّة، حول خيور زمنيّة وخيور روحيّة. فما يعطيه ا هو بركة وإحسان. هو صالح في ما يقول وفي ما يفعل.
2) خير ا وحسناته. إن أخبار الخلق تتكلّم عن عالم خرج في جماله الأولى من مشيئة ا : "ورأى ا أن ذلك حسن" (تك1 :4، 10، 12، 18، 25، 31). وبالنسبة إلى الانسان الذي جُبل بيد ا ونسمته، كتب : "لا يحسن أن يكون آدم وحده" (2 :18، طوب، لا خير في أن يكون الانسان وحده). هذا يعني أن الانسان الذي يكون وحده لا يمكن أن يكون خليقة صالحة. فالخليقة الصالحة هي العيلة.
وتُنشد في الكتاب حسنات ا على الدوام. "الاقتراب من ا هو خيري" (مز 73:28). الرب يُحسن إلى اسرائيل (خر 18:8؛ عد 10:29؛ إر 32:40). كل كلمة تخرج من فمه هي خيّرة (2مل 20 :19؛ إش 39:8؛ مى 2 :7). إرادته صالحة (رو 12 :2). والخبر الطيّب قد أعلنه "مبشّرون" (إش 52:7). ويقول بولس : "الله يعمل سويّة مع الذين يحبّونه لخيرهم في كل شيء" (رو 8 :28). ويرى شعب اسرائيل أن أسمىخير يهبه ا في حبّه هو الشريعة. ويقدّم موسى للشعب الوصايا الاشتراعيّة، على أنها "الحياة والخير"، "الحياة والبركة" (تث 30:15، 19). ويُنتظر مجيء المسيح على أنه الخير (يو 1 :46). وفي نظر المسيحيين، تبقى الشريعة خيّرة وصالحة، لأن يسوع أعلن أنه ما جاء لكي يلغيها، بل ليكمّلها (مت 5:17). إذن، تبقى شريعة العهد الأول تعبيرًا رئيسيًا عن إرادة ا، فيجب أن نطيعها ونعمل بها : لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الشريعة (مت 5:18). "إذا أردت أن تدخل الحياة فاعمل بالوصايا" (مت 19:17). وأضاف بولس الرسول : "الشريعة مقدّسة، والوصيّة مقدّسة وعادلة وصالحة (رو 7 :12).
ولكن الشريعة ليست وحدها كلمة ا في نظر المسيحي. فالمسيح تجسّد وأتمّ الناموس فسار وسار وراءه تلاميذه إلى نهاية الناموس. فالمسيح كوسيط العهد الجديد، هو "خير" ا. "باركنا ا في المسيح بكل بركة روحية في السماوات" (أف 1 :3). والخلاص الذي هو خير ا الأخير، يؤمّنه المسيح منذ الآن وإلى الأبد. نحن متأكّدون بالإيمان من كل الخيرات الآتية (عب 9:1).
3) وجود الشرّ. غير أن الانسان يستطيع أن يرفض الخير الذي يقدّمه له ا، لأن هناك قوّة تقف في وجه مخطّط ا الفدائيّ، فتضغط على قلب الانسان. عندئذ يظهر واقع الشرّ أو الشرّير. لا نجد أي تنظير عن الشرّ، كما لم نجد أي تنظير عن الخير. فواقع الشرّ نحسّ به وهو يصوّر بشكل شخصيّ. ما نلاحظه هو وجوده وقوّته ومعارضته الصالح : "لكنهم (اسرائيل) يرفضون وسيطاردهم العدوّ" (هو 8 :3).
حين يُذكر الشرّ كشخص حيّ، فهو يتّخذ اسماء عديدة : الحيّة التي أغوت الانسان (تك3 ). الحيّة القديمة في (رؤ 12:9؛ رؤ 20:2؛ الحية الهاربة في أي 26 :13. التنين (رؤ 12 :3 - 9؛ 13 :2 - 4؛ 20 :2). الوحش في دا 7 وفي رؤ. لوياثان (إش 27:1؛ (مز 74:14؛ مز 410:26؛ أي 3 :8؛ 40 :20). بليعال (حرفيا : لن يمرّ بليعال) (نا 2:1؛ 2كور 6 :15). الشيطان أو إبليس (المتّهم) أو الخصم أو العدوّ (مت 13:25؛ لو 10 :19؛ 1 كور 15 :26). الهاوية (ت هـ و م، تك1 :2-3) المرتبطة بالظلمة والتي قهرها النور. الرجل القويّ في المثل الانجيلي (مت 12:19؛ مر 3:27؛ لو 11 :21). هذا الشر (أو : الشرير ) الذي ينغرس في حياة الانسان وفي قلبه، يطلب بكل الوسائل إفشال مخطّط ا الخلاصيّ. وتتحدّث البيبليا مرارًا عن ثنائيّة على مستوى اللاهوت الخلقيّ، في صراع بين الشرّ والخير (يو 1 :4-5؛ 3 :19؛ أف 5 :8). بما أن "المحبّة لا تسيء التصرّف" (1كور 13 :5)، فا نور ولا ظلمة فيه (1يو 1 :5).
نجد موضوع النور والظلمة (صراع بين الخير والشرّ) في الأدب اليوحناويّ وفي كتابات قمران.. نستطيع أن نطيل الجدال حول أصل الشرّ. غير أن البيبليا تقول إن الشرّ هو قوّة خارجة عن الانسان، ولكنه يلجه في العمق بحيث يكاد يتماهى مع الطبيعة البشريّة. وهو قوّة غير قوّة ا. تقف بوجه ا. ولكن الرب ينتصر عليها. بل سبق له وانتصر عليها منذ موته على الصليب وقيامته. إلاّ إن قوّة الشر ما زالت تضايقنا ولن تزال حتى ساعة موتنا.
4) مسؤولية الانسان. في إطار الحديث عن الخير والشر، تتحدّث البيبليا عن حريّة الانسان. فالانسان موضوعٌ أمام الخير والشر، وهو يختار.
أولاً : معرفة الخير والشرّ. على الانسان أن يميّز ما هو خير وما هو شرّ، وهذا ليس بالأمر السهل. يقول تك إن هذا الخيار ارتبط بخبرة الانسان الأول. فصوّر شجرة سريّة هي شجرة معرفة الخير والشرّ (تك 2 :9، 17؛ 3 :5، 22) التي كان ثمرها طيّبًا للمأكل (تك 2 :9؛ 3 :6). فلما ذاق أبوانا الاوّلان ثمرة تلك الشجرة، انفتحت عيونهما وانحلّ فهمهما (تك 3 :5، 6، 7). فالثمرة المحرّمة التي هي بركة أو لعنة، هي ينبوع معرفة : هي إمكانيّة دخول في طريق التوسّع الحضاريّ والعلميّ والتقنيّ، كما في طريق التوسّع الخلقيّ. إن تمييز الخير والشرّ يتيح للانسان خبرة الحياة اليوميّة. لأن على الولد أولاً أن يتعلم كيف "يرفض الشرّ ويختار الخير" (إش 7:16). أي أن يختبر في حياته العالم الخارجيّ. فمعرفة الخير والشرّ معرفة نتعلّمها.
ثانيًا : الخيار بين الخير والشرّ. لا يكفي أن نحسن الاختيار. فلا بدّ من التزام بالخير ضدّ الشرّ. في العهد القديم، حين يقطع ا عهدًا مع شعبه، فهو يطلب موافقته والتزامه الحرّ. "أنا أُشهد (حرفيا : وضعت أمامك) اليوم السماء والارض بأني جعلت بين أيديكم الحياة والموت والبركة واللعنة، فاختاروا الحياة لتحيوا أنتم وذريّتكم." (تث 30:15، 19؛ رج 11:26). وفي عهد شكيم، طلب يشوع باسم ا : "اختاروا لكم اليوم من تريدون أن تعبدون" (يش 24 :15). ونحن نجد الخيار بين الطريقين والالتزام القاسي الذي يليهما، في كلام بولس الرسول الذي تفحّص نفسه فاكتشف في ذاته قوّتين تتقابلان وتتواجهان : "فإرادة الخير هي بإمكاني، وأما عمل الخير فلا. فالخير الذي أريده لا أعمله. والشر الذي لا أريده أعمله... ولكني أشعر بشريعة ثانية في أعضائي تقاوم الشريعة" (رو 7 :18 - 23).
ثالثًا : ممارسة الخير أو الشرّ. لا يدلّ الخير فقط على ما يجيء مباشرة من ا. فحين يقدّم ا لنا خيراته، يجعلنا مشاركين للخير الذي فيه. يجعلنا قادرين على عمل الخير، على أن نتمّ الاعمال الصالحة. وهو يحثّنا على ذلك. لهذا، يجب أن نمارس. نحن أمام مشاركة في خيرات ا، لا أمام مجهود لكي ندرك السماء فنستحقّ خير ا. إن الخلاص (الذي هو أسمى خيرات ا ) هو هبة مجانيّة. فالذي يتقبّل هذا الخير يعرف منذ الآن أنه ارتبط بذاك الذي أظهر له حبّه. ويحسّ نفسه مجبرًا على التوجّه إليه. والأمر صحيح في الخطّ المعاكس. فالذي رفض نعمة ا لا يقدر إلاّ أن يصنع الشرّ. "هل يغيِّر الحبشي (الأسود) بشرته والنمر جلده المرقط؟ إذًا تقدرون انتم أن تصنعوا الخير وأنتم تعوّدتُّم الشر" (إر 13:23)؟
ويأتي الانجيل كصدى للنبيّ : "كل شجرة جيّدة تحمل ثمارًا جيّدًا، وكل شجرة رديئة تحمل ثمرًا رديئًأ. فما من شجرة جيّدة تحمل ثمارًا رديئًأ، وما من شجرة رديئة تحمل ثمرًا جيّدًا" (مت 7:17-18؛ رج لو 6 :43). وأضاف الرسول في أف 2 :10 : "خُلقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي أعدّها ا لنا من قبل لنسلك فيها".
إن التوصيات التي تشير إلى ممارسة الخير والهرب من الشر هي كثيرة جدًا، فتبدو تعميمات لا فائدة منها وقولاً متكرّرًا. في الواقع، حين نتوقّف عند السياق، نلاحظ أن هذه النصوص هي جدّ دقيقة بالنسبة إلى الخير والشر اللذين تشير إليهما. هناك نداء يُرسَل في وجه التعاليم الضالّة : "كونوا حكماء في ما هو خير أبرياء في ما هو شرّ" (رو 16 :19). "لا تعملوا شرًا" (2كور 13 :7). "بل امتحنوا كل شيء وتمسّكوا بالحسن، وتجنبوا كل شرّ" (1تس 5:21-22). وهناك تحريض على الصبر والثبات في المحنة (أثمروا في كل عمل صالح، كو 1 :10) على تجنّب الغضب (لا تعطوا إبليس مكانًا، أف 4 :27)، على الإشراك في الخيرات (ليصنعوا الخير، ويكونوا أغنياء بالأعمال الصالحة، 1تم 6 :18). والخير الأسمى هو الحبّ الأخويّ والسلام. والشرّ هو الكبرياء والمزاحمات (أخبرتك يا إنسان ما هو صالح... أن تصنع العدل وتحبّ الرحمة. مي 6 :8). "تجنّب الشرّ واعمل الخير، والتمس السلام واسع وراءه" (مز 34:15؛ رج 1بط 3 :11). "ما يُرضي أخاه لخير البُنيان المُشترك" (رو 15 :2). "تجنبّوا الشرّ وتمسّكوا بالخير" (رو 12 :9). "بل اعملوا الخير بعضكم لبعض ولجميع الناس" (1تس 5:15). "لا تملّوا من عمل الخير" (2تس 3:13). بل اغلب الشرّ بالخير" (رو 12 :21).
ويؤكّد الكتاب أنه رغم الظواهر، والمحن العابرة، سوف ينتصر الخيرعلى الشرّ. "الشرّ الذي أردتموه لي أراده الله خيرًا كما ترون" (تك50 :20). هذا ما قاله يوسف لإخوته. وكان جواب الانجيل في وصيّة المحبّة : "أحبّوا أعداءكم، وصلّوا لأجل الذين يضطهدوكم فتكونوا حقًا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (مت 5:44-45).
خيمة، (الـ) في العبرية : ا هـ ل. في اليونانية : سكيني. هي مسكن البدو الرعاة (إش 38 :12؛إر 35 :7؛ هو 12 :10؛ مز 120:5؛ نش 1:5)، وأنصاف البدو كما كان آباء الشعب (تك 13 :5؛ 18 :1؛ 26 :25؛ 33 :19؛ رج 31:33؛ عب 11:9)، وبني اسرائيل حتّى الإقامة في كنعان (خر 16:16؛ عد 19:14). في زمن الحرب، كان الملوك القائمون بالحملة العسكريّة يقيمون في خيمة (2صم 11:11؛ 2مل 7 :7؛ إر 37:10). إن قماش الخيمة (قد يكون من جلود الحيوانات، خر 36 :19) كان نسيج شعر المعز ولهذا كان لونه أسود (نش 1:5). كانت تثبّت الخيمة بحبال وأوتاد (إش 54:2). كانت حياكة قماش الخيمة مهنة خاصة (مارسها بولس، أع 18 :3). كان موضعٌ مخصّص للنساء داخل الخيمة. وقد تكون لهنّ خيمة خاصة (تك 24 :67؛ 31 :33؛ قض 4 :17). وربّما كانت خيام للبهائم (2أخ 14:14). حين أقام بنو اسرائيل في كنعان، ظلّت بعض المجموعات تقيم في الخيام لأسباب مختلفة ( الركابيون، إر 35:7-8؛ رج ق(ض 4:17-18؛ ض 5:24؛ مت 17:24). بُني هيكل أورشليم كمسكن للرب، ليحلّ محل الخيمة التي وُضع فيها تابوت العهد (2صم 6:17؛ 7 :2، 6)، وقد سمّي "خيمة" ((مز 15:1؛ مز 27:5؛ 61 :5؛ 78 :60؛ رج (حز 23:4-5؛ حز 37:27؛ أع 7:46؛ (رؤ 13:6؛ رؤ 21:3؛ يو 1 :14)، سكن كما في خيمة. وتحدّث النصّ أيضاً عن "الخيام الأبديّة" (لو 16 :9)، عن خيمتنا الأرضيّة (2كور 5 :1، 4؛ 2بط 1:13-14). رج عيد المظال، خيمة اللقاء.
خيمة اللقاء هو المكان الذي فيه يلتقي الرب بموسى ويكلّمه (خر 33:11؛ عد 12:4-10) ويسلّمه أقواله (خر 33:7) ليحملها إلى الشعب. هناك وصف مؤسَّس ربّما على مرجع يصوّر خيمة داود في (2صم 6:17؛ 2صم 7:2؛ 1مل 1 :39؛ 8 :3-4. ونحن نجده في خر 26؛ 36 :8-38. حسب (خر 26:33؛ خر 40:21؛ 1مل 8 :3-4، أعدّت الخيمةُ موضعًا لتابوت العهد الذي سُمّي في التقليد الكهنوتيّ تابوت الشهادة (الشهادة تقابل العهد). لهذا السبب سُمّيت خيمة ا "خيمة الشهادة" أيضاً ((عد 9:15؛ عد 17:22؛ 18 :2). ويظهر الحضور الإلهيّ عليها بواسطة الغمام أو السحاب ((خر 33:9-10؛ خر 40:34-35؛ عد 12:4-10)، كما حدث ساعة تدشين هيكل سليمان (1مل 8 :10-12) وفي رؤية إشعيا (إش 6:4).
كان حضور الغمام مستمرًا على ما يظهر من قراءة النصوص المتأخّرة (خر 40:36-38؛ عد 9:15-23) التي تعكس مع ذلك تقليدًا قديمًا (1مل 8 :12). بما أن إش 6:4 يصف الغمام أيضاً على أنه "دخان"، ففكرة ظهور ا في عمود من غمام قد تجد أصولها في دخان مذبح المحرقات أو مذبح العطور أو مذبح البخور الذي يتواصل أمام الرب من جيل إلى جيل (خر 30:8). وتقليد الخيمة المقدّسة التي غدت كمسكن اللاهوت والموضع الذي منه يرسل أ أقواله، ليس مع ذلك إسقاطاً لنظرات حديثة على الماضي. فهذا التقليد يلتقي مع عادات عرفها العالم العربي قبل الاسلام ولا سيّمـا في نظام القبّة. فهذه كانت خيمة صغيرة مقدّسة من الجلد الاحمر، وفيها كانوا يحملون على ظهر جمل تماثيل القبائل الحجريّة. نحن نرى هذا على الرسم بارزًا في تدمر، ونرى الخيمة محمولة على ظهر جمل في تطواف. في المخيّم كانت القبّة تُنصب بقرب خيمة القبيلة، وكانوا يأتون إلى النصب يطلبون قولاً من ا.
نجد هنا دور خيمة اللقاء كموضع لكلام ا، كما نرى لون الجلد الأحمر الذي يغطّيها (خر 26:14). وموقع القبّة في المخيّم يذكّرنا بالدور الذي يلعبه موسى (خر 33:7-10). وقد نماهي بين النسوة اللواتي يخدمن على مدخل خيمة اللقاء (أو الاجتماع) (خر 38:8) مع الصبايا اللواتي كنّ يحرسن القبّة عند العرب في زمن ما قبل الاسلام (وهذا ما يُرى في تدمر ). غير أن الاهمّية التاريخيّة لخيمة اللقاء ليست واضحة، خارج حقبة قصيرة نسبيًا، تمتدّ من الزمن الذي فيه نصب داود خيمة لتابوت العهد (2صم 6:17) حتى زمن تدشين الهيكل على يد سليمان (1مل 8 :2-3). إذا كان يشوع لم يكن يترك داخلَ الخيمة حسب خر 33:11، فنحن نجده راكعًا أمام تابوت العهد في يش 7 :6 دون أن يكون أي ذكر للخيمة. وفي شيلوه حيث يقيم تابوت العهد (1صم 3:3) قبل أن يأخذه الفلسطيون (1صم 4:11)، نجده موضوعًا في بيت (1صم 1:7، 9؛ 3 :15)، لا في خيمة، رغم الاشارات التدوينيّة (أي دوّنت فيما بعد) في يش 18 :1؛ 19 :51 إلى خيمة اللقاء، وذكر خيمة شيلو في شعر نقرأه في مز 78 :60.
وحين اعتبر المؤرّخ الكهنوتي أن خيمة اللقاء وُجدت على قمة جبعون في زمن داود وسليمان ((1أخ 16:39؛ 1أخ 21:29؛ 2أخ 1:3-6)، فقد أراد أن يربط عبادة هيكل أورشليم بعبادة الحقبة الموسويّة. وندهش أيضاً أن ينحصر دور خيمة اللقاء في تث، في حاشية نقرأها في تث 31:14-15، ساعة يُذكر تابوتُ العهد في تث 10:1-5؛ 31 :25-26 دون أي تلميح إلى الخيمة. اذن، من الممكن أن تعكس الوظيفة الخاصة بخيمة اللقاء في
اخبار البنتاتوكس، تقاليدَ ترتبط بالخيمة التي تظلّل في أورشليم تابوتَ العهد الذي جاء به داود من منطقة افراتة (مز 132:6) أو بعلة (2صم 6:2). في هذه الفرضيّة، تكون التقاليد قد أسقِطت على الزمن الموسويّ وتكيّفت بالتالي لتدلّ على تواصل العبادة اليهوية واستمراريتها، ولتدلّ على المكانة الخاصة والشرعيّة التي يحتلّها معبد أورشليم في حياة بني اسرائيل.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|