مدوّنات
1) الاكتشاف. تل دير علا (في الاردن). يقع عند مصبّ يبوق في الوادي الاوسط للاردن. نماهيه مع المدينة البيبليّة سكوت أو فنوئيل. سنة 1967، اكتشفت تنقيبات هولنديّة أجزاء من الجفصين وقد دوّن عليها بالحبر الأحمر والأسود. دُمّر الموقع ربما بزلزال حصل حوالي 750 ق.م.، وذكره عا 1:1 (رج زك 14 :5). هذه الكتابات موجودة اليوم في المتحف الاركيولوجيّ، في عمّان (الاردن).
2) المضمون. هذه المدوّنات الأجزائيّة هي نسخة عن مخطوط على جفصين الجدار. نُسخ النصّ بالحبر الأسود، وجعل الإطار والعنوان والمقاطع الهامة بالحبر الأحمر. رتّب النصّ في عواميد عموديّة كما على لفائف ذلك العصر. هذا الترتيب يعطينا فكرة ملموسة عن الطريقة التي كانت ترتّب فيها أسفار التوراة المعاصرة لهذه المدوّنات.
العمود الأول تضمّن 37 سطرًا (ارتفاعه 84 سنتم). ولكننا لا نجد سطرًا واحدًا كاملاً. العمود الثاني يُقرأ فيه عشرة أسطر كاملة وتبدو مقتطفة من كتاب : "كتاب (س ف ر) بلعام بن فغور الذي يرى "الآلهة". جاء الآلهة في الليل وكلّموه حسب هذه الكلمات وقالوا هكذا لبلعام بن بعور : ظهرت الشعلة الاخيرة، ظهرت نار للعقاب. فنهض بلعام في الغد... أياماً... وما كان يقدر أن يأكل وبكى بكاء كثيرًا، فدخل إليه الناس وقالوا لبلعام بن بعور : لماذا تصوم ولماذا تبكي؟ فقال لهم : إجلسوا فأريكم كم هو عظيم الشرّ، وتعالوا انظروا أعمال الآلهة. لقد اجتمع الآلهة، والمقتدرون التأموا وقالوا لشمش : أخِط - أقفل السماء بغيمك ولتكن ظلمة لابهاء، ليكن ظلّ لا شعاع، لأنك تثير الرعب بغيمة مظلمة ولا تضجُّ بعد...".
رأى بعضهم في هذه اللغة لهجة كنعانيّة قريبة من العمونيّة. بل نحن أمام لهجة أراميّة قديمة نجدها في شمال شرقي الاردن وشمالي سورية. إذا كان هذا صحيحًا، فهذا يعني أن هذه المدوَّنة تشكّل أقدم نصّ أرامي أدبيّ نعرفه حتى اليوم، وأنه وُجد كتاب أرامي للرائي بلعام بن بعور عُرف في القرن الثامن في شمال شرق الأردن. وقد يكون دوِّن قبل هذا التاريخ.
الشخص المركزيّ في "كتاب بلعام بن بعور، الرجل الذي يرى الآلهة" هو ذاك المذكور في عد 22-24 حيث يبدو بلعام بن بعور رائيًا غريبًا عن شعب اسرائيل. في بداية الحقبة الملكيّة، أخذ كاتبٌ هذه الصورةَ المشهورة وأدخلها في الأدب العبري الذي عرف في ذلك الوقت أولى تمتماته.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|