اسم لعملين رؤيويين منحولين. يلهمهما تقليدُ بولس الذي اختطف إلى السماء (2كور 12:2-4). الأول هو جولة في الفردوس وجهنّم ألّف في القرن الرابع أو الخامس ب.م. وحُفظ في نسخة لاتينيّة طويلة. وهناك ملخَّص في اليونانيّة والارمنية والروسيّة القديمة والسريانيّة والقبطيّة. وقد كانت هذه الرؤيا مرجعًا هامًا لأعمال مسيحيّة متأخرة تصوّر جغرافية عقاب النار في الجحيم. والعمل الثاني هو كتاب قبطيّ مسيحيّ يعود إلى القرن الثاني أو الثالث ب.م. وهو يتوسّع في صعود بولس مع الرسل الاثني عشر عبر السماوات الثماني لدى اليهود، وفي التقاليد المسيحيّة، إلى خيمة راحة المختارين. حُفظت لنا مخطوطة واحدة قبطيّة في مكتبة نجع حمادي. هناك موازيات بين رؤية النفوس المعاقبة في السماء الرابعة والسماء الخامسة، والعقوبات التي تذكرها "وصية ابراهيم". لمّح ابيفانيوس إلى "رؤيا بولس" التي تستعملها مجموعات غنوصيّة. بما أننا نجد في هذا المؤلّف ثلاث سماوات، فهذا ما يدلّ أن هناك رؤيا لمسيرة سماوية عُرفت في الاوساط المسيحيّة الأول. ونتوقف عند كل نسخة على حدة.
1) النسخة اللاتينية. ألّفت في اليونانيّة. وجاء النص اللاتيني الطويل أفضل نصّ لهذه الرؤيا التي تحدّث عنها أوغسطينس في عظاته عن يوحنا. تعلن المقدّمة أن التأليف كان في القرن الرابع. ولكن يبدو أن متن هذا الكتاب يعود إلى القرن الثالث، لأن اوريجانس يعود إلى "رؤيا بولس" التي تقبلها الكنيسة، ويقدّم صورة عن مصير النفس يشبه ما في بداية الفصل الثالث عشر (في عظات على المزامير). يمتدح كاتب هذه الرؤيا النسك والتقشّف (ف 9، 24، 26، 39-40) ويندّد بالاشخاص الذين يتظاهرون بالتخلّي عن العالم بلبس مسح النسك (ف 40). ولكننا لسنا أمام توسّع في النسك الرهباني.
هناك "مقدمة طرسوس" (ف 1-2) تعتبر أن المخطوطة وُجدت سنة 388 في يد شخص عاش في بيت بولس الخاص. تبع هذا "المكتشف" تعليمات الملاك، فوجد في الاساسات علبة من المرمر تتضمّن الوحي. وتُفصّل ف 3-10 أنين الخليقة ضد خطيئة البشرية. ويظهر طول بال الله في تأخّر الدينونة. غير أن جميع أعمال البشر يحملها الملائكة كل صباح ومساء. وسفَر بولس إلى السماء الثالثة هيّأه لكي يرى انطلاق نفوس الأشرار والابرار من الجسد عند ساعة الموت (ف 11-18). والأسفار إلى المناطق السماويّة أتاحت لبولس أن يرى أخنوخ وإيليا في الفردوس الذي هو الأرض التي فيها يقيم الأبرار خلال الألف سنة، ومدينة المسيح. أما ابرار التوراة العبريّة والمذبح الذي عنده أنشد داود، فقد وُجدت في هذه المدينة (ف 19-30). حينئذ أخِذ بولس ليرى العقاب الذي يقاسيه الخطأة. وفي نهاية السفَر، رافع مع رئيس الملائكة ميخائيل طالبًا الرحمة للخطأة. فأجاب المسيح موبّخًا الخطأة، ولكنه وعد بأن يريحهم من العذاب يوم الأحد (31-44). وينتهي السفَر في فردوس يلتقي فيه بولس الابرار بمن فيهم مريم العذراء والأباء وموسى وآدم (ف 45-51). ويبارك آدمُ بولس بسبب الأشخاص العديدين الذين جاء بهم إلى الإيمان.
2) النسخة القبطيّة (الغنوصيّة). أولى الرؤيات الاربع الغنوصيّة التي وُجدت في اللهجة الاخميميّة، في نجع حمادي. وقد برز العنوان في البداية وفي النهاية : "رؤيا بولس". ليست قريبة من "رؤيا بولس" في اللاتينيّة مع أن بولس يشهد دينونة مختلف النفوس في صعوده عبر السماء الرابعة والسماء الخامسة. والتقمّص (أو : التناسخ، أي التجسّد من جديد ودخول النفس جسدًا آخر) يبدو العقاب الذي يستخرجه الشياطين الحارسون في السماوات، من تلك النفوس التي لم تحصل على المعرفة الحقّة (21 :18-22).
يبدأ الكتاب باجتماع بين بولس وولد صغير هو الملاك الموجّه الذي يتماهى مع الروح القدس "على جبل أريحا". وسيقود هذا الوجهُ الالهي الرسولَ في صعوده إلى أورشليم. وتصوّر الروى الغنوصيّة مرارًا المسيح القائم من الموت كصورة متعدّدة الوجوه، تظهر بشكل ولد. ويعود بنا هذا الظهور الأوّل إلى رؤية القيامة عند بولس وصعوده إلى أورشليم لكي يزور الرسل (غل 1 :11-17؛ 2 :1-2). هنا أخِذ إلى أورشليم السماويّة حيث سيلتقي برفاقه الرسل الاثني عشر. وإذ بدأوا الصعود رأى بولس جسده وجسد الاثني عشر على الأرض. وفي ضوء السماء السادسة، تلفّظ بولس بعبارة تقول : "إفتح لي، وللروح (القدس) الذي هو أمامي" لكي أعبر. وانتقل بولس إلى السماء السابعة فالتقى شيخًا على عرش اعترف باختيار بولس كما في غل 1 :15. ويبدأ حوار طويل يقدّم فيه بولس تعابير غنوصيّة حول العودة إلى المكان الذي منه أتى، ليقود الآخرين من سجن العالم التحتيّ.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|