الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: رابطة، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

الكتابيّة الكاثوليكيّة هي مؤسّسة كاثوليكيّة عالميّة. تتألّف من منظّمات تلتزم رسالة الكتاب المقدّس. وتهدف إلى تشجيع ومساندة كلّ المنظّمات التي تحاول أن تجعل كلمة الله في متناول جميع البشر ولا سيّما المؤمنين. وُلدت الرابطة في إطار أمانة سرّ وحدة المسيحيّين، وما زالت مرتبطة حتى اليوم بهذه الأمانة. أمّا نقطة انطلاقها فالفصل السادس من دستور الوحي الإلهي في المجمع الفاتيكانيّ الثاني : كلمة الله في شعب الله.

في 16 نيسان 1969 وُلدت الرابطة وهدفها مساعدة الأساقفة في مهمة جعل كلمة الله في متناول الجميع. ونظّمت لها أوّل اجتماع في فيينا من أعمال النمسا وتدارست : الوضع الحالي للدراسات البيبليّة. وضع العمل الرعائيّ البيبليّ لدى الكاثوليك في مختلف أنحاء العالم. إمكانيّة تنظيم مراكز وطنيّة لتشجيع الرسالة البيبليّة. المشاركة في العمل مع جمعيّات الكتاب المقدّس في العالم. بدأت الرابطة أولاً في أوروبا، ثم خرجت إلى آسيا ولا سيّمَا الهند، ثمّ إلى بلدان أفريقيا. وفي أميركا اللاتينيّة كانت الرابطة أداة للحركة المسكونيّة كما نشّطت الرسالة البيبليّة في خدمة العمل الرعائيّ. وانعقدت الجمعيّة العامّة الثانية في مالطة (11-19 نيسان 1978) : إدخال كلمة الله في مهمّة التبشير وفي حياة الجماعات المسيحيّة. أجل، لم تكتفِ الرابطة بمشاركة جمعيّات الكتاب المقدّس في ترجمة الكتاب ونشره وتوزيعه، بل عملت على تفسيره وتقديمه إلى المؤمنين من خلال القراءة الربيّة (في رفقة الربّ يسوع) وغيرها من القراءات التي لا تكتفي بقراءة نصّ الكتاب في السياق الذي كُتب فيه، بل تصل إلى قراءته في السياق الذي يعيش فيه المؤمن اليوم : في أوروبا، في آسيا، في أميركا الجنوبيّة، في أفريقيا، في الشرق العربيّ. إذا كان الكتاب يلقي بضوئه على حياة المؤمن، فحياة المؤمن تساعد على تفهّم الكتاب وتأوينه في محيط معيّن لئلاّ يبقى حرفًا ميتًا، بل روحًا وحياة.

ما الذي عملته الرابطة بعد مالطة؟ احتفالات ليتورجيّة ترتكز على كلمة الله وتساعد على إعلان البشارة إعلانًا حقيقيًّا. تثقيف كهنة المستقبل عبر خبرة مركّزة على الكتاب المقدّس، خبرة تتضمّن التمرّس بالرسالة البيبليّة. تثقيف "خدّام" علمانيّين لينشّطوا مجموعات الصلاة والتعليم البيبليّ والعمل الرعائيّ. وكانت مجلّة للرابطة اسمها : "الكلمة الحدث". شدّدت على الفاعليّة التي تتضمّنها كلمة الله. وركّزت معلوماتها على مشاريع بيبليّة رعائيّة يقوم بها مختلف الأعضاء في كلّ القارات. وانعقدت الجمعيّة العامّة الثالثة في بنغالور من أعمال الهند في 12-24 آب سنة 1984، تحت شعار : "ليت جميع أمَّة الربّ أنبياء" (عد 11:29). وطُرح السؤال : كيف نتجاوب وحاجات الكنيسة المحليّة لتثقيف أعضاء من أجل الخدمة النبويّة التي دُعوا إليها والتي تتضمّن الكرازة والتعليم والليتورجيّا والشهادة المسيحيّة؟ ومن كلمات قداسة البابا إلى جمعيّة بنغالور : "تلتزم الرابطة بمساعدة الكاثوليك في العالم على التقرّب من كلمة الله بحيث تُنعش حياتَهم اليوميّة. فكلّ نشاط في الكنيسة وكلّ شهادة تنبع من كلمة حيّة تُقرأ وتفسَّر داخل جماعة الإيمان بقيادة الروح القدس عبر تعليم الكنيسة. ليس عمل الرابطة عملاً فرديًّا. إنّه بالأحرى عمل الكنيسة... الكلمة سُلّمت إلى الكنيسة، والكنيسة مسؤولة عن تفسير التعليم تفسيرًا صحيحًا". سنة 1978، كان عدد الأعضاء المشاركين في جمعيّة مالطة : 45 عضوًا، فصاروا في بنغالور سنة 1984، 121 عضوًا يتوزّعون في كلّ أنحاء العالم. سنة 1990، انعقدت الجمعيّة العامة الرابعة في بوغوتا، من أعمال كولومبيا (27 حزيران حتى 6 تموز)، حول موضوع "الكتاب المقدّس والتبشير الجديد"، وفي ضوء شعار أخذ من رؤ 21:5 : "ها أنا أجعل كل شيء جديدًا". حضر هذا المؤتمر 140 مشتركًا جاؤوا من سبعين دولة. هناك عالم جديد يحيط بنا وله مدلوله العميق : إمكانيّات العلم والتكنولوجيا، وسائل الإعلام، خطر تدمير يهدّد البشريّة، اكتشاف حضارة، وعي كرامة المرأة، خطر الأصوليّة في كلّ الديانات، انقلاب الأوضاع في أوروبا الشرقيّة. فيبقى على الكنيسة أن تحمل البشارة إلى هذا العالم الجديد. ويبقى على الرابطة أن تقوم بدورها في الكنيسة.

سنة 1994، عيّدت الرابطة يوبيلها الفضيّ وأخذت تستعدّ للجمعيّة العامّة الخامسة التي انعقدت في هونغ كونغ في 2-12 تموز 1996. حضر الاجتماع 170 مندوبًا من 70 دولة وتمثّلت أميركا وآسيا وأوقيانيا وأفريقيا وأوروبا حول موضوع كلمة الله ينبوع حياة. والشعار : جئت لتكون لهم الحياة وتكون وافرة. أمّا النصّ الإنجيليّ الذي رافق الجمعيّة فهو حوار يسوع مع السامريّة مع قراءات عديدة. أمّا الأمر الذي شدّد عليه هذا المؤتمر، فهو ما يسمّى المثاقفة. إنّ الإنجيل يُغني الثقافات التي يدخلها، والثقافات تساعد المؤمنين على التعبير عن الإنجيل بحسب نفسيّتهم وحضارتهم. أما السادسة فتنعقد في لبنان، 3-12 ايلول 2002. الموضوع العام : كلمة الله بركة لجميع الشعوب. والشعار : "عرّفتني سبل الحياة" أو "هديتني طريق الحياة" (مز 16:11؛ أع 2:28). وسيُقرأ بشكل خاص سفر الأعمال، كما يكون تشديد على تلاقي الديانات التوحيديّة الثلاث، لا سيّما وأن الاجتماع يتمّ في الشرق الأوسط، مهد تلك الديانات.

هذا على المستوى العالميّ. أمّا على المستوى المحلّي، فالرابطة اجتمعت في الشرق الأوسط سنة 1985. فقدّمت مناسبة للتعارف بين العاملين في حقل الرسالة البيبليّة. سنة 1988، قرئ العهد القديم على ضوء العهد الجديد. سنة 1993، دار المؤتمر حول الأناجيل الإزائيّة، وسنة 1995 حول أعمال الرسل. وسنة 1997 حول رؤيا القدّيس يوحنا. وسنة 1999، كانت دراسات حول إنجيل يوحنا في إطار "والكلمة صار بشرًا". كانت مصر أول المنتمين إلى الرابطة الكتابيّة، ثمّ سورية. وبعدها إيران ولبنان. ثم العراق. ثمّ الأرض المقدّسة. وقد تكون أفريقيا الشماليّة عضوًا قريبًا في إقليم الشرق الأوسط المرتبط بمنطقة أوروبا. وسنة 2001، كان لها مؤتمر حول بولس ورسائله. وهي تستعد لمؤتمر سنة 2003 حول سفر التكوين وعلاقاته بالحضارات القديمة من مصر إلى بلاد الرافدين.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.