|
لون الأرجوان الفينيقيّ هو صبغة مأخوذة من صدف بحريّ (موركس) نجده بأنواع مختلفة في البحر المتوسّط الشرقيّ. إن وُضع الصوف في هذا السائل يأخذ لون الأرجوان. حسب بلينوس (التاريخ الطبيعيّ 9 : 124-141) الذي يصف طريقة هذا الصباغ الذي جعل "صور" مشهورة، كانوا يستعملون آنية من القصدير لمنع الصدأ. وكانوا يزيدون بعض المرات الرماد لئلاّ يضيع اللون الذي يظهر بعد العصر والتنشيف. سُمّي الأرجوان الصوريّ بلونه الأحمر "ارجمانو" في الأكاديّة، "ا ر ج م ن" في العبريّة. لكنّنا لا نجد مدلول هذه اللفظة قبل القرن 8، وقد كانت تعني الجزية في القرن 13 (في أوغاريت : ا ر ج م ن. في الحثية : ا ر ك م ن)، في أكادية بوغازكوي. قد يكون الانتقال تمَّ من "الجزية" إلى الأرجوان" لأنّ الجزية الأساسيّة كانت هذا "الصوف الأحمر".
إنّ المعلومات التي يقدمّها بلينوس (9 :124-141) حين يتحدّث عن صنع الأرجوان، تعود إلى الحقبة الرومانيّة. فقد كان صيّادو المرِّيق (موركس) يكوّنون في صور نقابتين : واحدة في مرفأ المصريّين (جنوبي الجزيرة)، والأخرى في مرفأ استرونوئي (نجهل موقعه). غير أنّ صنع الأرجوان لم يكن محصورًا بالصوريّين ولا بالمدن الفينيقيّة. فإنّ حز 27:7 يقول إنّ "صور" كانت تستورد الأرجوان من جزر * أليشة، وإن نساء إيتاكة (موطن عولس) كنّ يعملن في حياكة "أرجوان البحر" (أوذيّة 13 :107-108). وكانت أدوم أيضًا تبيع الأرجوان (حز 27:16) بسبب وجود الموريّة في خليج العقبة. وُجدت تلال من أصداف الموريّة في باليكسترو (جزيرة كريت) وفي * هلا سلطان تكي (قبرص)، وفي * أوغاريت. ولكن صيدا ضمّت أكبر كتلة من الصدف. كما وُجد "مصنع" للأرجوان في الحقبة الفارسيّة والهلنستيّة في * دور. وما وُجد من فخّار ملوّن في * صرفة صيدا (القرن 13)، وفي * شقمونه، يدلّ على وجود مصانع في هاتين المدينتين. وكذا نقول عن تل خضر (مرفأ أشدود) الذي منه يصدَّر الصوف الأرجوانيّ إلى أوغاريت. وُجد نسيج أرجواني في تدمر وبلاد الرافدين والأندلس... هنا نشير إلى شهرة الأرجوان الصوريّ في القرن 4 ق.م.، حين تحدّث 2أخ 2:13 عن إرسال عامل حاذق في صناعة الأرجوان، من صور إلى أورشليم. في الحقبة الرومانيّة، كانت صناعة الأرجوان في صور تقدّم منتوجات مشهورة على ما قال الشعراء اللاتين في القرن الأول ب.م. فبردية هوارا 208 مثلًا تذكر لوتيوس عبديوس الذي جاء إلى روما ببضاعة من الصنف الأول.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
| 
