1) في العهد القديم. للسحاب وجهتان، وجهة خير ووجهة شؤم. قد يحمل المطر في وقته أو قد يُحدث العواصف المدمِّرة. قد يكون كثيفًا أسود أو أبيض يلفّ الناظر ويفرض نفسه عليه. هناك رمزيّة إيجابيّة للسحاب ورمزيّة سلبيّة. من جهة، السحاب يعارض اللجّة (أم 8:28) ويتوازى مع السماء (إر 51:9). والإنسان لا يستطيع أبدًا أن يدركه (أي 38 :34). إنّ ارتفاع السحاب يعطي فكرة عن عظمة الله وثباته وأمانته (مز 36:6؛ 57 :11). ومن جهة ثانية، السحاب هو صورة لكل ما هو زائل وعابر (أي 30 :15؛ إش 44:22) ولوصول جيش عدوّ بشكل مفاجئ ومهدِّد (إر 4:13). كانوا يراقبون الغيوم ليروا فيها المستقبل. وفي الميتولوجيّات، أله السحاب.
في البيبليا ليس السحاب إلهًا، بل هو خليقة (إر 10:13) يوجّهها الله ويقودها كما يشاء (أي 26 :8؛ 37 :15-16). السحاب (أو الغمام، ع ب، ع ن ن...) يرافق التيوفانيا، مثلاً في خبر العهد مع نوح (تك 9:13-14) أو على سيناء (خر 19:9). وهكذا يكشف الله عن نفسه دون أن ينزع الستار. فالغمام يُظهر مجدَ الله، وفي الوقت عينه يغطّيه (قض 5 :4؛ 1مل 8 :11؛ حز 1:4؛ 2مك 2 :8). وهذا ما كان لابن الإنسان في دا 7:13. الله يقود شعبه في البريّة، وهو يسير أمامهم في عمود من غمام (خلال النهار، رج خر 13:21-22، وكأنّه مظلّة). والغيوم الداكنة تؤلّف خيمته (مز 18:12؛ 2صم 22:12، أو : ضبابه). الغمام هو مركبة يهوه (إش 19:1؛ مز 104:3)، وغبار قدميه (نا 1:3)، وقوسه (حك 5 :21). ونتساءل : أما يرى الله من خلال الغيوم ما يحدث على الأرض (أي 22:13-14)؟ وعبر الغيوم، تصل إليه صلوات البشر (سي 35 :15-16؛ مرا 3:44). يوم الرب هو يوم غيوم مظلمة (مز 79:2؛ (حز 30:3؛ حز 34:12؛ 38 :9؛ يوء 2 :2؛ صف 1 :15).
2) العهد الجديد. لا تذكر الغيوم مرارًا في العهد الجديد. هناك سحاب يرافق تيوفانيّة التجلّي (مر 9 :7-8 وز). وفي الصعود، أخفت الغمامةُ يسوع عن أنظار الرسل (أع 1:9؛ رج رؤ 11:12، وارتفع الشاهدان أيضاً إلى السماء في الغمام). وابن الإنسان سيعود أيضًا على سحاب السماء (مر 14:62؛ مت 26:64؛ رؤ 1:7). وهو منذ الآن يجلس على الغمام (رؤ 14:14-16). وكذلك نقول عن الذين يكونون بعد أحياء : سيذهبون على الغمام للقاء الربّ (1تس 4:17؛ رج تك 5 :24؛ 2مل 2:1-2). لا يُذكر سحاب البريّة إلاّ في 1كور 10 :1-2. ويُذكر السحاب كلباس الملائكة في رؤ 10 :1.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|