حسب القانون الشرقيّ القديم، تصبح المرأة "ا ل م ن هـ " أرملة، حين يموت زوجها، ولا يكون لها ابن ذكَر ولا سِلف يستطيع أن يعيلها أو يتزوّجها بحسب شريعة السِلفيّة. إذن، تدلّ لفظة أرملة على وضع قانونيّ محدّد جدًا لا نجد ما يقابله في العالم الحديث. فالوضع الدقيق للأرملة ينتج من عزلتها : انفصلت بالزواج عن عائلة والديها، فصارت في وضع امرأة، ولم تعد لها علاقة مع عائلة زوجها الميت. هي بلا شكّ تستطيع أن تعود إلى بيت أبيها (تك 38 :11) الذي لا يُجبر على اعالتها إلا إذا كانت ابنة كاهن (لا 22 :13). إذن، كان الزواج مرة ثانية ضرورة لا بدّ منها. ولكن لم يكن ذلك ممكنًا في مطلق الأحوال. وقد يُمنع على الكاهن الأعظم (لا 21 :14)، بل على الكاهن (حز 44:22) أن يتزوّج أرملة. لهذا نفهم أن تحمي الشريعة الأرامل (خر 22:21؛ (تث 10:18؛ تث 14:29؛ 16 :11، 14؛ 24 :17، 19-21؛ 26 :12-13؛ 27 :19)، وأن يدافع عنهن الأنبياء (إش 1:17، 23؛ 10 :2؛ (إر 7:6؛ إر 22:31؛ حز 22:7؛ زك 7 :10؛ ملا 3 :5). ويصوّر 1مل 17 :12 الحالة الزريّة التي قد تصل إليها الأرملة تجاه جوع يهدّدها مع ابنها. وهكذا نفهم مقابلة أورشليم (إش 54:4؛ مرا 1:23) أو بابل (إش 47:8-9) بأرملة. إذا أراد انسان ان يقول إنه نجح بقواه الخاصة، ورغم الظروف الصعبة، فهو يشبّه نفسه بابن أرملة (1مل 7 :14؛ 11 :28). إذا عزمت الأرملة أن لا تمارس حياة العهد (تك 38:14-15)، أن لا تعيش كسريّة رجل تزوّج، لا يبقى لها حلّ إلا اللجوء إلى الهيكل ((مز 68:6-7؛ مز 461:9؛ رج لو 2 :37 وحنة النبية؛ 1تم 5:25). شدّد العهد الجديد على مسؤولية الجماعة المسيحيّة (لا العائلة أو الشريعة) تجاه الارامل، فما عادت الارامل قمّة الشقاء البشريّ. وإن كانت الارملة في الجماعة المسيحيّة الأولى لا تتزوج ثانية (مع أن لا شيء يمنعها) (أع 9:39؛ 1تم 5:11-14)، وإن لم يكن لها أولاد (1تم 5:4-8)، فالجماعة تعينها من خلال أعضائها الميسورين (أع 9:39؛ رج يع 1 :27؛ 1تم 5:16). كما تستطيع أن تقوم ببعض الوظائف الرسميّة في الكنيسة. كل هذا مشروط بمتطلّبات دقيقة : يُشهد لها بالأعمال الصالحة، أحسنت تربية أولادها، أضافت الغرباء، غسلت أقدام القديسين.
أرمنيّة (أناجيل الطفولة الـ) رج إنجيل الطفولة في الارمنية.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|