(أ) ليست السومريّة لغة ساميّة، بل هي من مجموعة لغات حلّت بينها التركيّة. نشير هنا إلى أنّ اللغة السومريّة ظلّت زمنًا طويلاً لغة ليتورجيّة. وأنّ العلماء البابليّين قدّموا لائحة علامات وكلمات ساعدت على فهم اللغة.
(ب) الدراسات السومريّة لم تزل في بدايتها. وهذا الأمر يصدق خاصة فيما يتعلّق بتاريخ الأدب. فبعد حقبة مسيليم، صارت النصوص الاقتصاديّة والقانونيّة سهلة الترجمة. ولكن قبل تلك الحقبة لم يكن الأمر سهلاً. أما الكتابات الملكيّة فهي مقولبة ولا يصعب حلّها. لا نملك عددًا كبيرًا من النصوص الدينيّة إلاّ بعض نتف في العهد البابلي القديم. يبدو أنّ النصوص الأدبيّة كانت تنتقل بطريقة شفهيّة فلا يلجأ السومريّون إلى الكتابة إلاّ إذا فرضت الإدارة أو ممارسة السحر عليهم ذلك. وحين لم يعد الناس يفهمون السومريّة في الحقبة البابليّة الأولى، أحسّ العلماء بالحاجة إلى تدوين هذه النصوص. وحين وضعوا اللائحة (حوالي سنة 1300 ق.م.)، أزالوا كلّ ما لم يكن موافقًا للأفكار الجديدة التي حملها الساميّون. كان الأدب السومريّ غنيًّا كمّيّة ونوعيّة بحيث إن السومريّين كانوا معلّمي الشرق القديم. هناك نصوص تتعلّق بعيد رأس السنة : مدائح، حوارات نشيد الحبّ، أقوال تعليميّة تتميّز بمقدّمة ميتولوجيّة وإيتيولوجيّة. ظنّ البعض أن إنوما إليش (وغيرها) هي مقدّمة لميتوس (أو : سطرة) الخلق. ولكن في الواقع، إنوما إليش هي مديح لمردوك، يتضمّن مقدّمة طويلة تحاول أن تبرّر عملاً لاهوتيًّا صعبًا فتنسب إلى مردوك نشاطات آلهة عديدة قديمة. ووُلدت فنون أدبيّة مدرسيّة أخرى. دروس تربويّة بشكل حوار وأقوال مأثورة.
وإلى هذا الوسط ينتمي الأدب التحريضي : حكمة شورفاك (في الماضي أتونفشتيم)، تعليمات نينورتا إلى الفلاّحين. وهناك قصص خرافيّة ودورات ملحميّة تنشد مآثر ملوك أوروك كولابا القدماء : انمركار، لوغلبندا، جلجامش. وإلى الأدب الميتولوجي ينتمي النزول إلى الجحيم، نزول انانة عشتار، نزول أورنامو، ميتوس انليل ونينليل، انكي ونين حورساج، انكي وننماح (تروي خلق البشريّة)، سرقة أنانة لمي الذي يخصّ انكي (يرمز إلى نقل الحضارة من اريدو إلى أوروك)، انانة في جبل ابيح (يرمز إلى طرد نحوتي على يد أوتو حجال). وهناك مراثٍ على دمار آكاد، لاغاش، أور، أوروك، سومر، والمراثي على تموز. ونعرف أيضاً عددًا من المدائح : مدائح للآلهة مع (أو بدون) صلاة للملك لتمجيد الملك. مدائح لتدشين الهياكل. ويمثّل الفنّ الرسائلي بصلوات إلى الآلهة والملوك. والمراسلة بين الملوك تتحلّى بطابع أدبيّ. وأخيرًا هناك مدائح تتضمّن شكوى فرديّة أو تعالج مسألة البار المتألّم. كان لهذا الأدب الغنيّ تأثير كبير على العالم القديم وإن كنّا لا نعرف متى وكيف تمّ هذا التأثير.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|