تدلّ هذه اللفظة على الجماعات اليهودية العائشة خارج فلسطين.
بعد سقوط مملكة اسرائيل (في الشمال) سنة 722-721، على يد سرجون الثاني، أقامت الجماعات الأولى في بلاد الرافدين العليا. وفي سنة 596 وسنة 586، سارت قوافل المهجّرين من مملكة يهوذا (في الجنوب) إلى بابلونية، إلى منطقة سلوقية على دجلة ونهارديا. في الحقبة الهلنستية، احتلّ اللاجيون (أو البطالسة) فلسطين وأخذوا العديد من الاسرى وجعلوهم في مصر والقيروان. ولما وصل السلوقيون إلى فلسطين، أخذ انطيوخس الثالث عددًا من اليهود ونظّمهم في مستوطنات عسكرية في فريجية. ووُجدت أيضاً جماعات عديدة في آسية الرومانية بعاصمتها أفسس. من أين جاء هؤلاء "المستوطنون"؟ لا ندري. قد تكون هناك هجرة طوعيّة بدأت بعد المنفى سنة 587-586 ق.م.
وتكوّنت بالشكل عينه مجموعات في مكدونية واليونان (تسالونيكي، كورنثوس، اسبرطة) وديلوس وباروس وكريت. ووُجد أيضاً عبيد تحرّروا أو أبناء أسرى قدماء : في اليونان، في رومة، في كمبانية (ايطاليا). ما كان عدد المهاجرين والمهجَّرين؟ يقولون إنهم كانوا مليونًا في المملكة الفراتية (البرتية)، ومليونًا في مصر، منهم 200000 في الاسكندرية، ومليونين في فلسطين، ومليونين أو ثلاثة في سائر العالم اليوناني والروماني.
وإذا جعلنا جانبًا جماعات بلاد الرافدين العليا، الذين كانوا يتكلّمون الاراميّة، فالشتات كان يتكلّم اليونانيّة (لغة المدن، وهناك أقام اليهود اجمالاً وما زالوا)، حتى في رومة حيث ثلاثة أرباع المدوّنات الجنائزيّة هي في اليونانية. في هذا المحيط المنفتح على التأثير الثقافيّ اليونانيّ، تنظّمت ترجمة التوراة العبريّة إلى اليونانيّة (السبعينيّة). وفي هذا المحيط أيضاً تكوّن أدب يهوديّ يونانيّ مع شعراء ( حزقيال المأساوي أو كاتب التراجيديا) ومؤرخين (اوبوليموس) ضاعت آثارهم اليوم. ولكن بقيت لنا كتب مثل 2-3، 4 مك، رسالة ارستيس، قصّة يوسف واسنات. وترجمات 1مك، عز، يه. سي وغيرها.
في المملكة الرومانيّة، نعمت هذه الجماعات بوضع قانونيّ خاص : في الشرق وحسب إرث هلنستي، تنظّموا في "بوليتوما" (أو جماعة في مدينة) تفترض جماعة منظمة ومجلسًا يمثّل الشعب. منذ عهد يوليوس قيصر، أعفي اليهود المواطنون من الخدمة العسكرية. وسُمح لهم ببناء المجامع في المدن، كما سُمح لهم بممارسة السبت وبأن تكون لهم أسواق خاصة يسبب محرّمات الطعام. وفي الغرب، ساد هذه الجماعة تشريعٌ حول التجمّعات (يسمح لها بالاجتماع). وقد بيّن أع ورسائل بولس أن الرسول توجّه أولاً إلى يهود الشتات، وفشل مرات عديدة. غير أن الانتشار المسيحي كان في جزء كبير منه وسط الشتات اليهوديّ. وبعد سقوط أورشليم، سنة 70 ب.م.، وإغلاق الهيكل وإيقاف الليتورجيا، كانت نهاية الصادوقيين والاسيانيين، وهذا ما كرّس في الشتات قيامة العالم اليهوديّ مع سيطرة فريسيّة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|