فخاريّة ويقال : شحفة، شحفات. أو : أوستراكة، أوستراكات. كلمة يونانيّة. تدلّ هذه اللفظة على مدوّنات كتبت على شقفات فخاريّة. ونميّز الكتابات على الجدار (أي الدمغات) من الأوستراكات. ففي الشقفات، يكون الفخار فقط سندًا ماديًّا للكتابة. هذه الشقفات التي يُعمل فيها الحزّ، أو يكتب عليها بالحبر، قد تكون كبيرة أو صغيرة (تصل مثلاً إلى 21?29 سنتم). وقد تتضمّن كلمة واحدة أو عشرات الأسطر أو عدّة عواميد من الأرقام. وبما أنّ الشقفة رخيصة الثمن وتُوجد بسهولة، فقد استُعملت في التمارين المدرسيّة وكتابة الأبجديّة. كما استُعملت من أجل تعليمات إداريّة ليست معدّة لكي تدوم. واستُعملت في الحرب حين لم يكن رقّ ولا ورق برديّ. وإذا وضعنا جانبًا شقفات بيت شمش وعزبة صرته التي تعود إلى الألف الثاني، نميّز ثلاثة أنماط من الأوستراكات بحسب الكتابة واللغة.
1) شقفات عبريّة قديمة. تعود إلى زمن الملكيّة في اسرائيل. من القرن الثامن ق.م. حتى سنة 587. أهمّها يرجع إلى السامرة ولاكيش وعراد.
شقفات السامرة. هي نصوص اقتصاديّة قصيرة تؤرّخ بحسب سنة الملوك. تشير إلى الزيت أو إلى الخمر الذي يؤتى به من مختلف القرى إلى جوار القصر الملكي. مثلاً، "في السنة التاسعة، من قوزه الذي ينتمي إلى جدياو، جرّة من الخمر المعتّق". "في السنة العاشرة، من سفر الذي ينتمي إلى جدياو، جرّة زيت مكرّر". "في السنة 15، من حلق الذي ينتمي إلى آسا (بن) احيملك، حلز من حصيروت".
فهذه المدوّنات، رغم طابعها المقولب، تلقي الضوء على اللهجة العبريّة التي يتكلّمون بها في الشمال، في السامرة، والتي تختلف عن لهجة أورشليم. وبفضل التعرّف إلى عدد من القرى، نستطيع أن نرسم خريطة منطقة إداريّة تقع غربيّ الأردن، منطقة من قبيلة منسّى. أمّا الأسماء المذكورة فترد مع "ياو" أي يهوه أو "بعل".
شقفات لاكيش. وُجدت سنة 1935 وسنة 1938، فحملت تعليمات أرسلها رئيس الحامية قبل أن تؤخذ المدينة بيد نبوخذ نصر سنة 587 ق.م. أمّا الشقفة رقم 3 فتتضمّن 21 سطرًا، وهي مهمّة جدًّا لأنّها تذكر "قائد الجيش" و"خادم الملك" و"النبيّ". إنّ هذه الأوستراكات تدلّ على لغة نقرأها في النصوص البيبليّة، في نهاية الحقبة الملكيّة، ولاسيّمَا في سفر إرميا.
شقفات عراد. اكتشفت سنة 1960 وما بعد. وهي تعود إلى القرن العاشر وتصل إلى القرن السادس ق.م. أهمّها "أرشيف الياشيب" أو أرشيف آخر قلعة دمّرت سنة 597 على يد الأدوميّين. نحن بشكل عام أمام تعليمات إداريّة حول إيصال المؤن إلى المرتزقة اليونان، إلى بني كتيم.
شقفات أخرى. هناك شقفة مصعد حشبيهو، ونقرأ فيها اتّهام أحد الحصادين. وفي أوستراكات قادش برنيع، هناك تمارين مدرسيّة تعلّم القراءة والكتابة، وأوزان وأعداد.
2) شقفات أراميّة. في أيام الفرس، صارت الأراميّة لغة النصوص الإداريّة. ونجد عددًا من الشقفات، ولا سيّمَا في عراد وبئر سبع. هي تعطينا بعض المعلومات عن الممارسات الإداريّة، وعن أسماء الأماكن في ذلك الزمان.
3) شقفات في العبريّة المربّعة. في القرن الأول ق.م.، وُجدت مع الشقفات اليونانيّة، شقفات كُتبت بالحروف العبريّة المربّعة، في مربّعات، في قمران، في مصعدة، في هيروديوم. هناك شقفات تحمل اسمًا واحد، وأخرى أبجديات وتمارين كتابة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|