في العبريّة : ش م ش. في اليونانيّة : هيليوس. الشمس إله لدى عبّاد الأوثان. ولكن التوراة تعتبرها سراجًا في النهار، تعتبرها النيّر الأكبر تجاه النيّر الأصغر الذي هو القمر. في عدد كبير جدًّا من الحضارات القديمة، نعمت الشمس بعبادة واسعة جدًّا. ففي الشرق الأوسط، كثُرت العبادات الشمسيّة : الالاهة "ش ف ش" في أوغاريت ولدى العرب في الجنوب. وكانت الشمس إلهًا عند البابليّين (شمش) وعند الحثيّين وعند المصريّين. وفي وادي النيل، سيطر اللاهوت الشمسيّ لدى كهنة رع في أون (هليوبوليس)، على اللاهوت اللاحق، ولاسيّمَا لاهوت أمون. فمعظم الآلهة المصريّة ارتبطوا آجلاً أو عاجلاً بالإل?ه رع. والإله الصقر المحامي عن الملكيّة الفرعونيّة، حورس (ح ر)، كان هو نفسه من جوهر الشمس. وعرفت فلسطين هي أيضاً عبادات الشمس. وما يشهد على ذلك أسماء الأمكنة : بيت شمش. عين شمش. هر حرس (جبل الشمس، وحرس تقابل شمش وإن لم تكن مستعملة مثلها). وهناك أسماء علم مثل شمشون. ونجد بعض العبارات الليتورجيّة في المدائح (مز 19). كما نجد كلام أي 31 :26-27 الذي يقول إنّه لم يرسل قبلة تدلّ على عبادته لكوكب النهار.
ومع أن التوراة تجعل من الشمس خليقة الله (تك 1 :14). ومع أن الشريعة اليهويّة حرّمت كلّ عبادة للكواكب (تث 4:19؛ 17 :3-4)، إلاّ أنّ تجربة عبادة الشمس قد تأثّرت بالأشوريّين، فوجدت لها مناخًا مؤاتيًا في بلاط بعض ملوك يهوذا (2مل 17 :16؛ 21 :3-4). وحاول يوشيّا ولكن عبثًا، أن يضع حدًّا لهذه العبادة (2مل 23 :6، 11)، فدمّر تماثيل الأفراس (الفرس هي حيوان مكرّس للشمس) التي نُصبت في الهيكل. وحاول بعض الشرّاح أن يربطوا بين مونوتاويّة (عبادة الإل?ه الواحد) الفرعون امنحوتف الرابع (اخناتون، القرن الرابع عشر) المستندة إلى الشمس، ومونوتاويّة موسى. فديانة أتون (القرص الشمسيّ) ليست شكلاً من أشكال المونوتاويّة، بل هي موقف جذريّ وعقلانيّ تجاه بعض نواحي اللاهوت الشمسيّ. بل ظاهراتيّة متسامية حيث يبدو الإله منظورًا بشكل مباشر، ردًّا على لاهوت كهنة أمون الذين شدّدوا على ديانة باطنيّة لا يصل إليها إلاّ عدد قليل من الناس.
ونعود إلى الكتاب المقدّس. فالله ثبّت الشمس في الفلك لتحدّد النهار وتشرف عليه (مز 74:16؛ إر 31:35؛ 2صم 23:4؛ حك 16 :28؛ تك 15 :12). فالشمس هي سرّ الحياة (تث 33 :14 ]كما في النص الأصلي[؛ ملا 3 :20)، والحرارة (خر 16:21؛ سي 43 :21) التي تنمو بتقدّم النهار (نح 7:3) وتحرق أكثر من النار (سي 43 :4). الشمس بقدرتها (قض 5 :31؛ سي 43:3-4) تبدّد الضباب (حك 2 :4). ولكن قد تحمل الدمار للبشر وللطبيعة (إش 1:5-6؛ يون 4 :8؛ مت 13:6 وز؛ سي 43 :2-4. الجفاف وقلّة المطر). وهذه الحرارة المخيفة التي تحملها الشمس، تشهد على قدرة الله (سي 43 :5) الذي يستطيع إذا شاء أن يقطع مسيرتها المنظّمة (مز 19:5؛ 7؛ أي 9 :7). في نظر جا 1:5، انتظام هذا الكوكب الذي يُشرف على الكون كلّه، هو صورة عن رتابة في الكون تعود يومًا بعد يوم وتتكرّر فعلاً بعد فعل. ويُقال في ملا 3 :20 أن شمس البرّ ستطلع في يوم الربّ. وتؤكّد الأناجيل (مت 27:45-56) أن الشمس أظلمت ساعة الصلب، ممّا حدا ببعض الأيقونوغرافيا المسيحيّة إلى أن تجعل منذ القرن السادس الشمس والقمر مع صليب يسوع.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|