(50 ق.م. 30 ب.م.). حكيم في أرض إسرائيل وفي المحكمة الدينيّة. وقد كان مع هلال القديم آخر الأزواج (زوجوت) الكبار من الحكماء الذين نقلوا الشريعة الشفهيّة في القرن الأخير للهيكل الثاني. كان شماي صاحب موقف قاسٍ على المستوى السلوكيّ (شبت 31أ). أما هلال فمال إلى تفسير ليّن للشريعة، كما في الجدالات الأربعة التي أوردتها المشناة. والمقاربة "المحافظة" لشماي هي انعكاس لمرحلة سابقة ("هلكة" التي تأسّست على تفسير حرفيّ للكتاب). وقساوة شماي مع طبعه الغضوب، يصوّرانه وهو يطرد بعصاه ذاك الذي جاءه يطلب منه أن يعلّمه الشريعة وهو واقف على رجل واحدة، أي بشكل موجز. أما هلال فقدّم له القاعدة الذهبيّة. شماي وهلال، معلمان ومدرستان. يقال : بيت شماي وبيت هلال. وكان شماي من الذين عرفوا بخطر ضياع الهويّة، فأراد أن يحدّد قدر المستطاع العلاقات بين اليهوديّ وغير اليهوديّ. وأوردت المشناة ثلاثة من تعاليمه (ابوت 1 :15). "حدّد وقتًا لدراسة التوراة". "لتكن أقوالك قليلة وأعمالك كثيرة". "تقبّل كلّ إنسان بوداعة". هذا ما يدلّ على أنّه كان متسامحًا وعطوفًا ولو أن غيرته الدينيّة تركت عنه صورة الإنسان القاسي والعصبيّ العنيف.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|