|
أوّلاً : في العهد القديم. حين كان بني اسرائيل يعيشون في النظام القبلي كانت السلطة في يد رؤساء القبائل والعشائر والعائلات (أو البيوت)، أي في يد رجال مسنّين هم الشيوخ. مبدأيًّا كان لكل رؤساء العائلات الحقوق عينها، ولكن في الواقع كان رؤساء أقوى العائلات يمارسون السلطة على القبيلة كلّها. ولهذا ارتبط اسم "الشيخ" بالكرامة أكثر منه بالسنّ. فشيوخ اسرائيل (خر 3:16؛ عد 11:16؛ 1صم 4:3) وشيوخ قبيلة من القبائل (قض 11 :5؛ عد 22:4، 7؛ 1صم 30:26) هم أمراء الشعب والقبيلة. في زمن الحرب، يقودون رجالهم، وفي زمن السلم يقضون بالعدل (خر 18:13-26). ولكن بما أنه لم تكن لهم سلطة لأن يفرضوا أحكامهم بالقوّة، كانت سلطتهم معنويّة أكثر منها قانونيّة. وبعد احتلال كنعان، ظلّ التنظيم القبلي المؤسّس على رباط الدم، معمولاً به حتى بعد الجلاء ((نح 4:7؛ نح 7:64؛ زك 12 :12 ي؛ روم 11 :7). ولكن الحياة اليوميّة سارت في إطار التعايش في المكان الواحد. لهذا فشيوخ المدينة (أي وجهاؤها : يش 9 :11؛ قض 8 :14-(1صم 11:3؛ 1صم 16:4؛ 1مل 21 :8؛ تث 19:12؛ 21 :3، 18-19) لعبوا دورًا ازدادت أهميته يومًا بعد يوم. وحلّت ارستوقراطيّة المدينة محلّ أرستوقراطيّة القبيلة.
ولما تنظّمت الملكيّة وسيطرت المركزيّة الإدارية، خفّت سلطة الشيوخ. ولكن كان على ملوك اسرائيل أن يحسبوا حساب الشيوخ (1صم 30:26؛ (2صم 3:17؛ 2صم 5:3؛ 1مل 12 :6؛ 20 :7-9؛ 2مل 10 :6؛ 23 :1) الذين كانوا مستشاريهم مرارًا (1مل 12 :6؛ 20 :7-9). ومع أنه بعد سليمان خضعت المدن لرقابة موظّف ملكي يجمع الضرائب ويمارس سلطة الأمن (1مل 4 :7-19؛ 22 :26؛ 2مل 10 :1، 6؛ 2أخ 34:8)، إلاّ ان شيوخ المدينة احتفظوا بسلطاتهم السابقة ((1صم 11:3؛ 1صم 16:4؛ 1مل 8 :1؛ 21 :8-14؛ تث 9:12؛ 21 :3، 18). وبعد المنفى منح الفرس اليهوذاويّين بعض الاستقلال فمارس السلطة المحليّة رؤساء وشيوخ (عز 7:25؛ 10 :8، 14) كانوا مسؤولين عن الإدارة (عز 5 :9ي؛ 6 :7ي؛ رج يه 6 :11ي؛ 8 :9؛ 10 :6، 35). وفي السنهدرين (محكمة اليهود العليا) جلس الشيوخ جنبًا إلى جنب مع رؤساء الكهنة وعلماء الشريعة (مت 27:41؛ (مر 11:27؛ مر 14:43؛ 53، 15 :1؛ لو 22 :66). ولهذا سُمّي هذا المحفلُ "برسبوتاريون" أو مشيخة (أع 22:5؛ لو 22 :66) أو "غاروسيا" أو مجلس (أع 5:21). وفي مستوطنات اليهود في الشتات، كان حكم الجماعة (حيث كان اليهود ينعمون بحق خاص. بوليتوما) أو أقلّه حكم المجمع بيد الشيوخ (هذا ما تقول الكتابات). وكان من حق هؤلاء الشيوخ أن يقبلوا أعضاء جددًا في الجماعة أو يطردوهم (لو 6 :22؛ يو 9 :22؛ 12 :42؛ 16 :2).
ثانيًا : في العهد الجديد. دلّت كلمة شيوخ على رؤساء الجماعات المسيحيّة.
(أ) الشيوخ هم خاصة رؤساء (1تم 5:17؛ عب 13:7، 17) الكنائس المحليّة. تُستعمل الكلمة في صيغة الجمع ما عدا في الرسائل الرعاوية. فالشيوخ يؤلّفون حلقة (1تم 4 :14 : بوضع يد حلقة الشيوخ). هذا ما يحدث أيضاً في أع 11:30 (أورشليم)؛ 14 :23 (لسترة، ايقونية، انطاكية : أقامهم بولس)؛ 15 :2، 4، 6، 22 ي؛ 16 :4 (الرسل والشيوخ في أورشليم)؛ 20 :17 (أفسس)؛ 21 :18 (أورشليم)؛ 1تم 5:17، 19؛ تي 1 :5؛ يع 5 :14؛ 1بط 5:1. ولكن ليس للكلمة بَعدُ معنى الكاهن.
(ب) إن كاتب 2يو و 3يو يسمّي نفسه "الشيخ".
(ج) شيوخ رؤ 4:4، 10؛ 5 :5-14؛ 7 :11-13؛ 11 : 16؛ 14 :3؛ 19 :4 يشكّلون مجلسًا سماويًّا يحيط بالله (دا 7:10؛ اش 24:23) ويشاركه في الملك (تيجان من ذهب). وهم يمارسون في الليتورجيا السماويّة وظائف كهنوتيّة (رؤ 4:10؛ 5 :8-11) ويهتمّون بمصير البشر (رؤ 7 :13 ي؛ 11 :16 ي). لسنا نعرف أصل هذا الرمز ولا من يمثّل هؤلاء الشيوخ. بعضهم يقول إنّ العدد 24 يعود إلى الفرق الكهنوتيّة في العالم اليهودي (1أخ 24:7-18) وان الشيوخ هم ممثلو البشريّة السماويّون. وقال آخرون : يمثّلون أسباط اسرائيل ورسل المسيح. وفكّر آخرون بساعات اليوم : 24 ساعة... رج لفظة الشيوخ.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
| 
