في العبريّة : ص د ق هـ. تعني أوّلاً الصدق والبرّ. واستعملت بعد القرن 2 ق.م. في معنى الصدقة (في اليونانيّة، الايموسيني، سي 3 :14، 30؛ 7 :10؛ 40 :17). وفسّر الرابينيّون من هذا المنطلق مختلف النصوص البيبليّة التي لم يكن لها في الأصل هذا المعنى. مثلاً، فسّر رابي اليعازر أم 21:3 (إجراء العدل) في معنى يقول إنّ الصدقة ترضي الله أكثر من الذبيحة (بابل، سكوت 49ب). وأعلن رابي آسي : الصدقة مهمّة، شأنها شأن سائر الوصايا كلّها. هذا ما يذكّرنا بمقاطع من العهد الجديد تتحدّث عن محبّة القريب (مت 7:12؛ لو 6 :31؛ رو 13 :8؛ غل 5 :14؛ يع 2 :8-9؛ رج مت 23:26-40؛ مر 12 :28-31؛ لو 10:25-28)، فتتوخّى أن تعطي هذه المحبّة شكلاً ملموسًا. وهذا ما يربطنا بما في تث 15:7-11 حيث يقول الله إنّه سيكون دومًا فقراء داخل الجماعة (رج مت 26 :11).
نجد عدّة إجراءات عمليّة تتوخّى تخفيف مصير الفقراء. إنّ تث 24:12-13 توسّعَ في خر 22:25-26، ففرض على الدائن أن يردّ الرهن لصاحبه قبل مغيب الشمس. وحمى تث 24:14-15 الأجير اليوميّ. ويُفرض على صاحب حقل أو بستان أن يترك للفقير الحبوب المتبقيّة أو الثمار الساقطة (ل(ا 19:9-10؛ ا 23:22؛ تث 24:19-21؛ را 2:2-3). في كلّ سنة سبتيّة، كان يُترك محصول الأرض للمحتاجين (خر 23:11)، وتُترك الديون (تث 15:1). وفي السنة اليوبيليّة (اليوبيل) يُعلن تحرير عام فيعود كل واحد إلى إرثه (لا 25 :10). لا نستطيع أن نقول إلى أيّ حدّ كانت تُحفظ هذه الفرائض (رج إر 34 :8-9). ولكن من الأكيد أن الأهميّة الدينيّة للصدقة وأعمال المحبّة كانت تمتدّ (إش 58:7) ولاسيّمَا في الحقبة الهلنستيّة والرومانيّة (طو 4 :7-11؛ 12 :8-9؛ سي 3 :30-4 :5). هذا ما تدلّ عليه كتابات الرابينيّين. ونصيحة ممارسة الصدقة تميّز ديانة لوقا (لو 3 :11؛ 6 :30؛ 7 :5؛ 11 :41؛ 12 : 33-34؛ 14 :14؛ 16 :9؛ 18 :22؛ 19 :8؛ أع 9:36؛ 10 :2-4، 32). أما بولس فيدعو إلى جمع الحسنات من أجل فقراء أورشليم.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|