هي الصلاة المسيحيّة (الأبانا) في أسمى معانيها، وقد علّمها يسوع لتلاميذه. هي تختلف عن صلاة الوثنيين (مت 6:7-9) وصلاة تلاميذ يوحنا المعمدان (لو 11 :1-2).
1) شكلها. حين نقابل نسختَيْ "الابانا" في مت 6:9-13 ولو 11 :2-4 نلاحظ اختلافات لها معناها. هناك خمس طلبات عند لو و سبع عند مت. جعل كل انجيلي هذه الصلاة في سياق خاص به. جعلها مت كجزء من العظة على الجبل، فتوجّه إلى أناس يعرفون الصلاة ولكنهم يمارسونها بشكل رديء ومراءٍ. أما لو فانطلق من طريقة يسوع في الصلاة ليحدّثنا بالأحرى عن ضرورة الصلاة. عكس مت فقاهة تتوجّه إلى مسيحيين من أصل يهوديّ تعوّدوا على الصلاة. ولو إلى مسيحيين من أصل وثني. وهكذا نكون أمام نسختين أعطيتا لكنيستين مختلفتين. ولكن نص مت هو الذي فرض نفسه في الكنيسة وأضيفت المجدلة (لأن لك الملك والقوّة والمجد).
2) المضمون. بدأت الصلاة الربية بنداء إلى الآب، فتواصلت في طلبات (ثلاث عند مت، اثنتان عن لو) على المستوى الاسكاتولوجي، وعبّرت عن رغبة المسيحيّ في أن يرى مجيء ملكوت الله. هذا المجيء هو موضوع مشيئة الله (رج مت 26:39 وز والصلاة في جتسيماني) الذي يتوافق مع تقديس اسمه. ثم تأتي طلبات حول الخبز والغفران والحماية من كل شرّ. الخبز هو من أجل اليوم، أو من أجل الغد. وفُسّرت هذه الطلبة أيضًا عن خبز الحياة. ثم، هل نحن أمام "الشر" (فكرة لا شخصيّة) أم أمام "الشرير" (شخص مذكر)؟ إن توجّه صلاة "الابانا" هو توجّه إسكاتولوجي، ولكنه لا يحتقر إطلاقًا هذا العالم. فإن كانت البداية تركّز الانتباه على الله وعلى مجده، فهي لا تنفصل عن الجهاد المؤلم الذي نعيشه والذي يحتاج إلى نعمة خاصة من عند الله.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|