المدن الثلاث. تبعد 85 كلم إلى الشمال من بيروت. أسّسها الفينيقيون وسمّوها طرفل أو الأرض الخصبة (رج كرمل). بعد هذا سمّاها البحّارة اليونانيّون طرابلس أي المدن الثلاث، لأن الصوريّين والصيدونيين والارواديّين عاشوا فيها في أحياء منفصلة. قال ديودورس الصقلي (المكتبة التاريخية 16 :41) إنها أسِّست في السنة الرابعة للأولمبيادة الرابعة أي سنة 761. كانت المركز الذي منه انطلقت ثورة ضد الحكم الفارسي، قادها تنيس (تبنيت الثاني). في الزمن الهلنستي، صكّت طرابلس نقودًا باسمها. ونزل فيها ديمتريوس الأول سوتر سنة 161 ق.م. تحزّبت مع انطيوخس التاسع ضد انطيوخس الثامن. فكافأها المنتصر ومنحها سنة 104 الاستقلال. حكمها الطاغي ديونيسيوس الذي أعدمه بومبيوس سنة 63 64 وأعاد للمدينة استقلالها (يوسيفوس، العاديات 14 :39). لم تبق آثار من المدينة القديمة الموجودة في المينا الحاليّة والتي تبعد 3 كلم عن مدينة طرابلس اليوم.
كان للمدينة القديمة مرفأان. ولكن لم يبق سوى المرفأ الشمالي (المينا) بعد أن تخلّى السكان عن المرفأ الجنوبي بسبب زلزال ضرب المدينة في القرن السادس ب.م. إن موقع المدينة أعدّها كي تكون مهمّة، فجعلوا فيها "وحليه" المذكورة في رسائل تل العمارنة (104 :11؛ 114 :12)، كما جعلوا "محلاته". ومع أن دوسابيوس (الكرونيكة 2 :80) حدّد زمن تأسيسها في الاولمبياد الرابعة (أي سنة 761 ق.م.، إلّا أن ديودورس الصقلي (16 :4) يجعلها مدينة فارسيّة، بنتها أرواد وصيدا وصور (رج. الرحلة المنسوبة إلى سكليلاكس، 104). كانت طرابلس مركز تجمّع الآلهة. كما كانت في وقت من الأوقات مركز أدارة فارس لغربي الفرات (رج عز 4:9، " ط ر ف ل ي ا" في العبرية، ترفالايوي في اليونانيّة).
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|