|
جماعة دينيّة يهوديّة من فلسطين في زمن يسوع المسيح وهي تجمع إلى حدّ بعيد النظام الرهبانيّ مع ميول نسكيّة. نجد أكثر المعطيات عن الاسيانيّين في فيلون الاسكندراني والمؤرخ يوسيفوس. ويذكر الاسيانيّين أيضاً بلينوس وبعض الآباء في الكنيسة، ولكن لا تذكرهم التوراة كما لا يذكرهم التقليد اليهوديّ ما عدا في المشناة (ربما مرّة واحدة). يظهر اسمهم في شكلين : اسانوي أو اسايوي. وقد يقابل الجمع الأرامي : حسين، حسيا : الناس الأتقياء والقدّيسين (حسيديم). وهناك آخرون يقولون إن اسمهم يعني الساكتين. أما نحن فنعتبرهم الشفّائين مع اللفظة السريانية : اسيا، اسيانا. لم يكن منهم إلاّ في فلسطين، قرب البحر الميت (عين جدي). يذكرهم يوسيفوس للمرّة الأولى في أيام يوناثان المكابيّ ويبدو أنّهم كانوا بعدُ موجودين حين دوّن كتابه "الحرب اليهوديّة" بعد سقوط أورشليم. كانوا يمارسون الفقر الشخصيّ والعفّة (كان هناك بعض المتزوّجين معهم)، ويعيشون في الطاعة لرؤساء اختاروهم بأنفسهم. ما كانوا يتعاطون التجارة ولا الحرب، بل يعملون من أجل قوتهم البسيط بعمل أيديهم ولا سيّما الزراعة. تضمّنت ممارساتهم الدينيّة الغسل الطقسيّ بالماء (الوضوء) والتعبّد لموسى والملائكة، وصلاة صباح يتلونها قبل الشمس، وحفظ السبت حفظًا دقيقًا. ما كانوا يشاركون في شعائر عبادة أورشليم ولا في ذبائح حيوانات. لا يُقبل الطالبون إلاّ بعد فترة اختبار ووعد يرافقه قسَم. إنّ تعليم الاسيانيّين يتّفق إجمالاً مع تعليم الفرّيسيّين. يقول يوسيفوس إنّهم كانوا حتميّين ويعلّمون عن النفس تعليمًا يتنافى والتعليم اليهوديّ. كما كانوا يمتلكون تعليمًا باطنيًّا محفوظًا للمتدرّجين (المتقدّمين) وحدهم. يبدو أنهم تأثّروا أيضاً بالتيّارات الغريبة عن العالم اليهوديّ مثل الفيتاغوريّة وغيرها. رج قمران ومخطوطات البحر الميت.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
| 
