أناشيد هي أربعة أناشيد أقحمت في مواضع مختلفة من كتاب عزاء أورشليم (إش 40-55) : 42 :1-9؛ 49 :1-7؛ 50 :4-9؛ 52 :13-53 :12. ترتبط هذه الأناشيد إجمالاً بسياق عام : تدخّل ذراع الربّ (40 :10؛ 53 :1). تمجيد الله في عبده (44 :21-23؛ 49 :3). رضى الربّ عن عبده (41 :8؛ 42 :1). إعطاء تعليم مونوتاوي إلى الوثنيين (51 :4-5؛ رج 42:1-4). تبرير اسرائيل بيد يهوه (45 :25؛ 53 :11). غير أن هناك أفكارًا تختلف كل الاختلاف عن كتاب التعزية، بحيث إن هذه الأناشيد الأربعة تبدو وكأنها أُلِّفت على حدة. أما التعليم فيها فيستلهم الأنبياء السابقين. أخذت من إشعيا صورة نور الأمم لهداية الأمم (إش 42 :6 8 :23؛ 9 :1)، وفرخ شجرة ضعيف (53 :2 11 :1). وهناك سمات من وجه إرميا نجدها في وجه عبد يهوه (إش 49 :1 إر 1 :5).
عبد يهوه، شخص إن لفظة "عبد" ترد مرارًا في العهد القديم، وهي تتوجّه إلى عدد من الناس كانت دعوتهم العمل من أجل الرب ومن أجل خير الشعب. هناك ابراهيم واسحق ويعقوب (تك 24 :14؛ 26 :24؛ خر 32:13)، وموسى رجل العهد (عد 12:7) ويشوع الذي أدخل اسرائيل إلى أرض الموعد (يش 24 :29)، وداود الملك حسب قلب الله (2صم 7:8)، والأنبياء الذين أرسلهم الله (عا 3:7؛ إر 7:25)، والكهنة الذين يخدمون في الهيكل (مز 134:1). ونبوخذنصر وكورش (إر 25:9؛ إش 43:10). ونال اسرائيل هذا اللقب في كتاب التعزية (إش 42:19؛ 45 :4).
ولكن في أناشيد عبد يهوه الأربعة، نجد نبرة جديدة. نحن أمام شخص فرد (إش 49:1) كُلِّف بأن يجمع شعب اسرائيل (49 :5-6) ويعطيه تعليمًا (50 :4-10). لهذا لا نستطيع أن نرى فقط في هذا العبد، نخبة شعب اسرائيل، والبقيّة التي يتحدّث عنها عاموس. في أساس هذا العبد، رأوا موسى، أيوب، ملكًا من الملوك، ارميا، المسيح. نشير هنا إلى أننا أمام الشخصيّة المتضمّنة. فالعبد يدلّ على الفرد كما يدلّ على الجماعة. أما العهد الجديد فرأى في عبد يهوه هذا يسوع (52 :13-53 :12) الذي حقّق في شخصه مجمل ما قيل في هذه الأناشيد الاربعة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|