لا كلمة خاصة تشير إلى العرش في اللغة العبرية. فلفظة "ك س ا " تدلّ على كرسي، على مقعد، على عرش. ما كان يُوجد إلا في القصور وفي الهياكل. والاشارة إلى الكاهن عالي الجالس على مقعد عند الباب (1صم 1:9؛ 4 :13، 18)، يشكل أمرًا شاذًا. فالعرش في حصر الكلمة، يتألّف من مقعد عالٍ ومن موطئ قدم (هـ د و م، مز 110 :1). وكان يوضع في قاعة الاستقبال في القصر (1مل 1 :46-47). كان رمز السلطة الملكيّة (تك 41 :40؛ 2صم 14:9؛ مز 45:7) : ك س ا. م م ل ك هـ (تث 17:18؛ 2صم 7:13؛ حج 2:22). أو : ك س ا. هـ م ل ك ي م (كرسي الملوك، 2مل 11 :19؛ 25 :28). حسب النظرة إلى الملكية الالهيّة، كانوا يتمثّلون يهوه جالسًا على عرش مع موطئ قدم (مز 99:5؛ 132 :7). وكان يشبه تابوت العهد (1أخ 28:2؛ مرا 2:1). وبعد زوال العرش، صارت الأرض موطئ قدم الربّ (أش 66:1). وكان العرش يتماهى مع الكروبيم في الدبير الذي يجلس الله عليه، كما يقولون (1صم 4:4؛ 2صم 6:2؛ 2مل 19 :15؛ إش 37:16؛ (مز 80:2؛ مز 99:1؛ 1أخ 13:6). وكانوا يرون عرش الله في السماوات (إش 66:1)، في أورشليم ((إر 3:17؛ إر 14:21؛ حز 43:7)، أو في الهيكل (إر 17:12). وهذا العرش الالهيّ كان رمزًا إلى قدرة يهوه وسلطانه (مز 93:2؛ 97 :2). وتوسّعُ الكلام عن الملائكة في اليهودية البعدبيليّة، كوّن طبقة من الملائكة سمّوا "العروش" (وص لاوي 3 :8؛ وص آدم 4 :19، 22؛ رج كو 1 :16؛ 2أخن 2:1)، وهذا ما يقابل "م ر ك ب و ت". هذا الجمع التفخيمي الذي نجده في قمران يدل على "عرش المركبة الإلهيّة" (1أخ 28:18؛ سي 49 :8). إن الملائكة الذين سمّوا "العروش" هم تشخيص. ونجد تمثلاً "لعرش المركبة" في العجلة المجنّحة التي هي مقعد الشخص الالهي على بعض النقود في زمن الفرس. وإن "عرش المركبة" الالهي سيلعب دورًا هامًا في الصوفية اليهودية المرتبطة بالمركبة وفي القبّلانيّة (شكل من التصوف، ق ب ل هـ). وقد عرف العهد الجديد عرش (ترونوس) الشيطان في (رؤ 2:13؛ رؤ 13:2؛ 16 :10.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|