يقع تل عرقا في عكار، في لبنان الشمالي. يشرف على الجزء الجنوبي من هذا السهل، ويبعد 20 كلم إلى الشمال من طرابلس. يقع على طريق حمص فيفصل الساحل عن الداخل. لهذا نعم منذ القديم بموقع مميّز. أولى الشهادات عن عرقا تعود إلى الألف الثالث. ذُكرت في نهاية القرن 19 و 18 قبل المسيح في نصوص اللغات (ار- قا - تو) الهيراتيّة. وذُكر الموقع في القرن 15، حين احتلّ تحوتحمس الثالث (نشو 241) المدينة خلال حملته في الشرق (1448 ق.م.، سنة 42 لملكه). وفي القرن 14، يُذكر الملك أرونا في رسائل تل العمارنة (رسائل أرسلها ملك جبيل ريب ادي، ابلي ربي إلى امينوفيس الرابع، اخناتون). بعد اجتياح شعوب البحر للمنطقة ذُكرت عرقا في تك 10 :17 (العرقيين) بين مدن لبنان. أما أقدم ذكر للمدينة في الألف الاول، فهو مدوّنة شلمنصر الثالث التي تتحدّث عن معركة قرقر سنة 854 ق.م. كانت عرقا بين المدن التي تحالفت على الاشوريين، وقد كان لها عشر مركبات وعشرة آلاف مقاتل. هُزم الحلف، فدفعت عرقا كما دفع حلفاؤها جزية باهظة. وذُكرت عرقا أيضًا مع حملة تغلت فلاسر ضد "مدن الشاطئ الغربي"، التي ثارت على الملك الأشوري. فاجتاحها وفرض عليها الجزية وسبى بعض سكانها وجعل اغرابًا مكانهم. في "رسائل نمرود" صوِّر دمارُ عرقا وسلبُها. وهكذا صارت عرقا تحت الحكم الأشوري. وسنة 738 كانت عرقا من مقاطعة سيميرا الواقعة شمالي نهر الكبير. سنة 701 تقريبًا، اتخذت موقفًا مع سنحاريب ضد ألولاي، ملك صور، الذي تمرّد على أشورية. ذُكرت عرقا في التلمود (عرقت لبنا) كموضع لتجارة الخشب. في الحقبة الفارسية، لم تعد عرقا مدينة هامة، فحلّ محلها طرابلس واورتوسيا (ضيعة البارد اليوم). بعد معركة ايسوس سنة 333 ق.م. وموت الاسكندر، صارت عرقا في المملكة السلوقيّة. وحوالى سنة 85، صارت جزءً ا من أرض الايطوريين. سنة 63 ق.م.، دخلت مع فينيقية في طاعة رومة. وفي أيام انطونين التقي (138-161 ب.م.) صكت عرقا نقودًا ارتبط بالزمن السلوقي، وسميّت قيصرية لبنان. مع الامبراطور كراكلاّ صارت المدينة مستوطنة رومانيّة وصكّت نقودًا على أيام الاسكندر سوايريس الذي وُلد على ما يبدو سنة 205، في عرقا، وفي هيكل الاسكندر المقدوني. في سينودس انطاكية، سنة 363، كانت عرقا كرسيًا أسقفيًا وذُكر بعض اساقفتها : لوقيانس في أنطاكية (362). الاسكندر في القسطنطينية الأول (381). مرسلينوس في أفسس (431). ابيفانيوس في أنطاكية (445). هيراقليطس في خلقيدونية (458).
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|