1) في البيبليا العبريّة. إنّ الصفة "ع ل ي و ن" تعني "العالي"، "السامي"، الرفيع". ما هو فوق. مثلاً، نقرأ في تك 40 :17 : "السلّة العليا". وفي يش 16 :5 : "بيت حورون العليا". وفي إش 7:3 : "البركة العليا". حسب تث 26:19؛ 28 :1 يكون اسرائيل "فوق جميع الأمم". وفي ثلاثين مرّة تقريبًا يُسمَّى إله اسرائيل "ايل عليون" أي الإله العليّ. في تك 14:18-20، يعبد ملك ساليم الكنعاني الاله العليّ. ويتواتر اللقب بشكل خاصّ في المزامير (7 :18؛ 9 :3؛ 18 :14؛ 21 :8؛ 46 :5؛ 47 :3؛ 50 :14؛ 57 :3؛ 107 :11). يعود فيلون الجبيبلي (64-141) إلى مؤرّخ فينيقيّ اسمه سنخونياتن حيث وجد لقبًا إلهيًّا ترجمه كما يلي : اليون المدعوّ العليّ (أوسابيوس القيصريّ، التهيئة الإنجيليّة 110 :14-15). هذا يعني أنّ "ع ل ي و ن" تسمية إلهيّة قديمة لدى الفينيقيّين. وقد وُجدت أيضًا على مسلّة أرامية في سفيره تعود إلى القرن 8 ق.م. وهناك نصوص مثل تك 14 :19-22؛ مز 46:5، تشير إلى أن عبادة لعليون، سابقة لاسرائيل، وُجدت في أورشليم وقد أخذت بها شعائرُ العبادة في هيكل سليمان. وارتبطت تسمية العليّ بالجلوس على قمّة السحاب (إش 14:14) فوق جميع الآلهة (مز 97:9).
حسب تك 14 :19، العليّ هو خالق السماء والأرض. يهوه هو "العليّ على كل الأرض" (مز 83:19؛ 97 :9). فهو الذي يعطي الأمم ميراثها (تث 32:4)، الذي يرفع صوته في السماوات (مز 18:14)، الذي يُنشد اسمَه شعبُ اسرائيل ((مز 7:18؛ مز 9:3؛ 92 :2). إنّ لقب "عليون" نجده بعض المرات في قمران ((نج 10:12؛ نج 11:15؛ (مد 4:31؛ مد 6:33؛ وثص 20 :8). ولكنّنا لا نجده في أوغاريت، بل نجد ما يقابله "ع ل ي" كما يطبَّق. هذا ما دفع بعض الشرّاح إلى أن يكتشفوا هذا اللقب في التوراة مختفيًا داخل بعض الصيغ. مثلاً في تث 33:12 (عليُّه يحميه دومًا)، وفي مز 7:9 : "أحكم لي يا ربّ بحسب بريّ، وبحسب براءتي أ يّها العليّ".
2) في السبعينيّة. في الترجمة السبعينيّة وسائر الترجمات اليونانيّة، يترجم "ع ل ي و ن" بلفظة هبسستوس. غير أنّ هذه اللفظة تترجم أيضًا "م ر و م" (العلى، أي 16 :19). هذه اللفظة الأخيرة صارت في بعض المرات لقبًا إلهيًّا (مز 92:9؛ مي 6 :6؛ إش 57:15). وفي هذه الحالة أيضًا يترجم بلفظة "هبسستوس" في عز 6:30 (حسب السبعينيّة وحسب النص الماسوري، 6 :10)؛ 8 :19، 21 (حسب السبعينيّة، حسب الماسوري، 7 :21، 23)؛ دا 2:18-19 (هذه اللفظة اليونانيّة تترجم "اله شمايا" إله السماء). ونجدها مرارًا في ابن سيراخ (44 مرة). وحيث حُفظ النص العبري، نجد أنه يترجم "ع ل ي و ن" وفي بعض المرات "يهوه" (12 :2؛ 48 :5). بعد كيريوس، يبدو هذا اللقب دارجًا في سي. وفي محيط وثني، في العالم الهلنستي، نجد "زوش هبستوس".
3) العهد الجديد. في العهد الجديد، نجد هبسستوس كلقب إلهي بشكل خاص في لوقا. فيسوع هو ابن العليّ (لو 1 :32-35؛ 8 :28؛ رج مر 5 :7). ويوحنا المعمدان هو نبيّ العليّ (لو 1 :76). ودُعي بولس ورفاقه "عبيد الله العليّ" (أع 16:17). الذين يحبّون أعداءهم يكونون أبناء العليّ (لو 6 :35). وقال استفانوس إن العليّ لا يسكن في بيوت صنعتها أيدي البشر (أع 7:48). في عب 7:1، نجد اللقب في إيراد كتابي (تك 14 :18). وبعض المرات استعملت الأناجيل عبارة "في الأعالي"، وهي مأخوذة من العالم اليهوديّ الذي يتجنّب التلفّظ باسم الله. نجد هذه العبارة في نشيد الملائكة في ميلاد يسوع (لو 2 :14)، وفي هتافات الجمع عند دخول يسوع إلى أورشليم (مت 21:9؛ مر 11:10؛ لو 19 :38). ولكن يبقى أنّ لقب "العلي" لا يحمل أهميّة كبيرة في العهد الجديد. رج عليون.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|