أولاً : المضمون. عوبديا هو أقصر كتاب في العهد القديم. يتضمّن فصلاً واحدًا من21 آية. إذا وضعنا جانبًا العنوان والتحريض على محاربة أدوم (آ1)، فهو يتضمّن ثلاثة أقسام. الأول : إنباء بدمار أدوم دمارًا كاملاً (آ2-9). الثاني : السبب، لأنّ أدوم استفاد من ضعف أورشليم ليجتاح جنوب يهوذا (آ10-14). الثالث : إعلان دينونة الله (يوم الرب) الذي يحكم على الشعوب ويعيد بناء شعب إسرائيل (آ15-21).
ثانيًا : أصل الكتاب. قال بعض الشرّاح إن آ2-9 قديمة، آ10-14 تعود إلى ما بعد الجلاء، آ15-21 بعد القسم الثاني. وشدّد آخرون على وحدة الكتاب معتبرين أن الخاتمة الاسكاتولوجيّة (تتحدّث عن نهاية العالم) جاءت متأخّرة.
متى دوّن سفر عوبديا؟ في القرن الخامس. وإن الحكم على أدوم يلمّح بوضوح إلى دمار أورشليم سنة 586. ولكن قال أحد الشرّاح إن عو دوّن في القرن التاسع وهو يشير إلى ثورة أدوم على يورام (2مل 8 :20-22) بمساعدة العرب والفلسطيّين الذين احتلّوا أورشليم (2أخ 21 :16ي). ولكن هذا الرأي لا يستقيم بسبب مقابلة عو 10-14 مع حز 25:12-14 ومز 137-7. ظهر تقارب بين عو 1-9 وإر 49 :7-22 (قول ضدّ أدوم) فاعتبر بعض النقّاد أن إرميا أخذ عن عوبديا. ولكن يبدو أن الاثنين استقيا من معين واحد. قد يكون عوبديا عمّم على كلّ الشعوب التهديدات التي تلفّظ بها على أدوم. فأدوم هو في نظره نموذج القوى المعادية للدين ولشعب إسرائيل.
ثالثًا : التعليم اللاهوتي. إنّه تعليم محصور. الكبرياء تقود إلى الخراب. تحدّى أدوم الله بكبريائه (آ3)، لهذا سيدمّره الله (آ7-9). والشعب المعتد بنفسه أخطأ فقتل أخاه، وأنكر حق الأخوّة لأخيه في وقت الضيق (آ10-14). لهذا سيطبّق يهوه على أدوم شريعة المِثل (آ10، 15-18) لأنّ قضيّة شعبه هي قضيّته الخاصة. أما شعبه فسيعود إليه ما خسره، وتصبح صهيون عاصمة مملكة الله العتيدة على الأرض.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|