نميّز هنا وجبة الطعام العاديّة حيث يأكلون الخبز (تك 3 :19؛ 31 :54؛ 37 :25؛ 43 :25، 32؛ خر 2:20)، والوليمة التي فيها يأكلون ويشربون (تك 25 :34؛ خر 32:6؛ 1صم 30:16؛ 1مل 1 :25؛ إش 22:13-14)، والعشاء الفصحيّ، والغداء الذبائحيّ (عمل عباديّ). حسب عادة بلدان البحر المتوسط، كان الناس يأكلون مرتين في النهار (خر 16:8؛ 1مل 17 :6؛ لو 14 :12) : مرّة عند الظهر (تك 43 :25؛ يو 21 :12. في اليونانية ارستون) ومرة عند المساء (را 2:14؛ لو 17 :8. في اليونانيّة دايبنون). حين نقرأ 1صم 25:18؛ 2صم 17:28-29، كان طعام الفلاّحين من أرضهم. وكان بسيطًا تنقصه الخضر والفواكه. كان الناس العاديون يجلسون على الأرض. ولكن أهل البلاط الملكي (2صم 9:7-13؛ 1مل 5؛ 7؛ رج قض 1 :7) والاغنياء (أي 36 :16) كانوا يجلسون إلى المائدة. وانتشرت هذه العادة فيما بعد في الطبقات الميسورة (أم 9:2؛ مت 15:27)، كما انتشرت عادة التمدّد على الأسرّة للطعام أو الشراب (عا 6:4؛ أس 1:6-7. نجد عن ذلك جدرانيّة أشوريّة تعود إلى القرن 7 ق.م.). كانت تزوّد المائدة الملكيّة بأطعمة نادرة ووافرة (1مل 5 :2-3) وكانوا يشربون الخمر (إش 5:22؛ عا 6:6؛ أم 9:2، 5) المعطّرة (مز 75:9؛ نش 8:2) والممزوجة بماء (إش 5:22؛ 2مك 15 :39). كان المدعوّون يأخذون حصّتهم من طبق مشترك ((أم 19:24؛ أم 26:15؛ سي 31 :14)، يغمصون فيه خبزهم (يو 13 :26). وكانت السكين في أيديهم كي يقطعوا اللحم (أم 27:2). تقدّمُ كتبُ الحكمة نصائحَ للسلوك حول المائدة، وتدعو الناس إلى الاعتدال (أم 23:1-3، 6-8؛ سي 31:12-24). في العائلات التقيّة، كانت وجبة الطعام تنتهي بالبركة (تث 8:10). وعند الاسيانيين، وفي كل جماعة تضمّ أقله عشرة أعضاء (نج 6:3-4)، كان الكاهن يبارك الخبز والخمر في بداية الطعام الذي يكون مشتركًا عند الظهر والمساء، وينهي الطعام بصلاة جديدة (يوسيفوس، الحرب اليهودية 2 :129-132). جاء العشاء السريّ قريبًا جدًا من هذه الغداءات الجماعية.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|