في العبرية : ك ف ر ت، غطاء تابوت العهد. ماذا تقول المعطيات البيبليّة؟ ذكرته فقط النصوص الكهنوتية. فصوِّر (خر 25:17-22؛ 37 :6-9) بشكل صفحة من ذهب (يساوي طولها طول تابوت العهد، وعرضها عرضه، 25 :1، 17)، تحمل على طرفيها الكروبيم الذين يغطّونها بأجنحتهم. ومع أن الغشاء بدا مميّزًا عن تابوت العهد (خر 25:17؛ 25 :12)، فقد وُضع على التابوت (25 :21-22؛ 26 :34؛ لا 16 :2؛ عد 7:89)، ووُضع مع التابوت في قدس الأقداس (خر 26:34) الذي سمّاه المؤرخ تبسيطًا "بيت الغشاء" (1أخ 28:11). من فوق الغشاء كان الله يلتقي بموسى ويعطيه تعليماته ((خر 25:22؛ خر 30:6؛ عد 7:89). وبسبب هذا الحضور الالهي كان يحقّ لرئيس الكهنة وحده هرون (وخلفائه) أن يدخل إلى قدس الأقداس في يوم التكفير (هـ. كفوريم) فقط وبعد أن يتّخذ بعض الاجراءات (لا 16 :2-4، 12-13) ليضع على الغشاء طقوس التكفير (لا 16 :14-15). وخارج هذا الوقت، وحين يقدّم ذبيحة عن خطيئته او خطيئة بني اسرائيل، لا يستطيع رئيس الكهنة إلّا أن يرشّ الدم باتجاه حجاب (ستار) المعبد الذي يُخفي الغشاء (لا 4 :3-6). يبقى أصل الغشاء ووظيفته غامضين. أما التفسير المتداول منذ العالم اليهودي المتأخّر، فيعتبر الغشاء كغطاء التابوت العهد، حيث يجلس الرب فوق الكروبيم (1صم 4:4؛ مز 80:2؛ 99 :1). وفعل "ك ف ر" يعني "غطّى" (كما في العربية). غطّى تابوت العهد. وبالتالي غطّى الخطايا. غير أن الدراسات الحديثة قد دلّت على أن هذا المعنى يأتي في الدرجة الثانية، فيعودون إلى الأكادية "كفرو" التي تعني "حكّ، مسح، محا". وفي معنى متفرّع : "نقّى، أزال الذنب، أزال النجاسة". ومن الممكن أن يكون "ك ف ر ت" الغشاء، قد نال تسميته من الدور الذي لعبه في طقس التكفير (لا 16)، فظهر كالموضع الذي فيه يحضر الله ويغفر الخطيئة. ومن الممكن ان يكون الكاتب الكهنوتي قد احتفظ هنا بتذكّر لنظم عباديّة سابقة للمنفى. وهكذا يكون الغشاء قد حلّ محلّ تابوت العهد الذي زال بشكل نهائي، في زمن ما بعد المنفى (إر 3:16). فأعطاه الكهنة أهميّة كبيرة حين ربطوه بتابوت العهد في تشريع سيناء.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|