عاصمة أشورية القديمة. كانت تقع على هضبة قلعة شرقات، على الضفّة اليمنى لنهر دجلة، وتبعد قرابة 100 كلم إلى الجنوب من الموصل. اكتشفها المنقّبون سنة 1821 فوجدوا فيها عددًا من الوثائق تتوزّع من منتصف الألف الثالث حتى القرن الثالث ق.م. توزّعت المباني الرسميّة والدينيّة في المدينة القديمة التي كانت في القسم الشمالي، وكانت محصّنة جدًّا. سمّاها الأشوريّون "قلب المدينة". وشكّل القسم الجنوبيّ من الموقع المدينة الجديدة. نحن نجهل أصول العاصمة القديمة والمدينة المقدّسة في أشورية. ولكن في زمن وثائق إيبلا السابقة لعهد سرجون الأول، كانت أشور مدينة هامّة منذ زمن بعيد، وهذا ما دلّت عليه الاكتشافات الأركيولوجيّة. توالت الهياكل والقصور على مدّ الأجيال على طول ذراع دجلة الذي جاور المدينة من الجهة الشماليّة. والمعبد العظيم للإله أشور كان في آخر شمالي المدينة على ملتقى ذراعَي النهر، حيث عُبد إله المكان منذ الأزمنة السحيقة. وارتفعت زقّورة غربي الهيكل، ثمّ القصر القديم الذي يعود إلى زمن الأكاديّين، ومعبدان مكرّسان لأنو ولهدد. وارتفع جنوبي هيكل هدد، في الجهة المقابلة لساحات الهياكل، معابد سين (الاله القمر) وشمش (الشمس) وعشتار ونبو. وانتصبت في الزاوية الشمالية الشرقيّة للمدينة، جدران القصر الجديد الضخمة. ومن وراء الخندق المحاذي للسورَين اللذين فُتحت فيهما ثلاثة عشر بابًا ضخمًا، يوجد هيكل أكيتو، عيد السنة الجديدة. ورغم هذه التحصينات الهائلة سقطت أشور سنة 614 في يد المادايين الذين سلبوا المدينة ودمّروها. ولكن المدينة قامت من تحت الرماد وازدهرت في زمن الفراتيّين.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|