قبيلة إيرانيّة. تأسّست في أيام كورش مملكة فارسيّة سيطرت على الشرق الأوسط من سنة 539 إلى سنة 333 ق.م. يظهر في التوراة اسم "فرس" للمرّة الأولى في حز 27:10؛ 38 :5. ونجده خاصة في عز، نح، دا.
أولاً : التاريخ. لا نعرف الكثير عن التاريخ القديم لماداي وفارس (أي إيران). فالكتابات الأشوريّة لا تذكرهم (جيران في الشرق) إلاّ صدفة. ثمّ إنّ المراجع الفارسيّة تكاد تكون معدومة. يقول العلماء إنّ الفرس جاؤوا من تركستان وسيطروا تدريجيًّا على السلطة السياسيّة في إيران. لم يكونوا دولة موحّدة في البداية بسبب طبيعة البلاد المكوّنة من بعض الواحات الهامّة. أمّا أوّل تنظيم سياسيّ فكان عمل المادايين. وصلت إلينا هذه المعلومات لا من المراجع الإيرانيّة بل من الوثائق الأشوريّة واليونانيّة (هيرودوتس، اكتاسياس). مؤسّس المملكة هو سياحار (حوالي سنة 700). وارتفعت تدريجيًّا سلالة أخرى هي سلالة الأخمينيّين وتقوّت خاصة في المنطقة التي ستُبنى عليها برسابوليس.
وُلد كورش (538-529) في انشان فقهر المادايين الذين يقودهم استياجيس واحتلّ بابل فصار سيّد المملكة البابليّة الجديدة ومؤسّس مملكة الأخمينيّين. معلومات هذه الحقبة تعود إلى الكتابات البابليّة الجديدة، إلى كتابات كورش وداريوس، إلى التوراة (عز، نح، دا). وإنّ تكوين المملكة الفارسيّة حسّن مصير المسبيّين من يهوذا فاستطاعوا أن يعودوا إلى بلادهم التي صارت مقاطعة فارسيّة. ومات كورش خلال معركة حربيّة سنة 529.
وقبل أن نذكر خلفاء كورش، نقول كلمة عن فلسطين خلال الحكم الفارسيّ. عادت الجماعة اليهوديّة من بابل، وأعادت تنظيم صفوفها، فبنت الهيكل ثم أسوار أورشليم. على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، تُقسَم هذه الحقبة قسمين : خلال قرن من الزمن، وإذا وضعنا جانبًا فترة عابرة (520-515) كان فيها زربابل، الامير الملكي، حاكم اليهوديّة، كانت أورشليم وجوارها جزءًا من مقاطعة السامرة الفارسيّة التي كانت بدورها جزءً ا من مرزبة غربي الفرات. تبدّل هذا الوضع سنة 445 أو 385 (رج نح 2 :1) حين وصل نحميا إلى أورشليم وعُيِّن حاكمًا. صارت يهودا مقاطعة مستقلّة في الامبراطورية، فكان لها ختم خاص بها (ي هـ و د ا)، وظلّت النقود الفضيّة مع اسم الحاكم (مشلا : حزقيا فحه). عادت البلاد إلى العبريّة لترتبط بمملكة يهوذا في أيام داود وسليمان، مع أنها صارت صغيرة جدًا.
أمّا خلفاء كورش فكانوا الملوك الآتية أسماءهم :
1) قمبيز (529-522) ابن كورش. لا يذكره العهد القديم. يقول دا خطأ إنّه داريوس المادايي. نظّم المملكة الكبيرة وقسّمها 20 مرزبة. فُصلت سورية وفلسطين أداريًّا عن بابلونية. وكوّنتا المرزبة الخامسة المقسّمة إلى محافظات (أو مدن) على رأسها حاكم (فحا). نعرف مقاطعات شمراين (السامرة)، يهود (يهوذا)، أشدود، دور، عرابية، أمنون.
2) داريوس الأوّل (522-486).
3) احشويروش (486-265).
4) ارتحششتا الأول (464-424). هو المذكور في عز، نح.
5) داريوس الثاني (423-405) لا تذكره التوراة ولا تذكر خلفاءه.
6) ارتحششتا الثاني (404-359).
7) ارتحششتا الثالث (359-338). في أيامه سقطت مملكة فارس بيد الاسكندر المقدونيّ بعد معركة إيسوس. أما مراجعنا لهذه الحقبة فالكتابات الفارسيّة وضرائب قصرَي برسابوليس وشوشن والمؤرّخون اليونانيّون (هيوردوتس، بلوترخس، سترابون). رج الفرس الأخمينيين.
ثانيًا : الحضارة.
(أ) اللغة والأدب. تنتمي اللغة الفارسيّة إلى مجموعة اللغات الآريّة أو الهندوأريّة من العائلة الهندو اوروبية. وهي تتضمّن الفارسيّة القديمة، الفارسيّة المتوسّطة (زند)، لغة الأفستا. بقيت لنا الفارسيّة القديمة في كتابات دوّنت بالحرف المسماري القديم الذي هو تبسيط للحرف السومريّ. استُعملت هذه الكتابة، على ما يبدو، قبل داريوس الأول. وتكوّنت الأفستا من بقايا التقليد الأدبيّ والدينيّ لدى الإيرانيّين. دُوّنت مرّة أولى في القرن الأول ب.م. وأعيد تدوينها في أيام أرداشير الأول (224-240) وصارت قاعدة وقانونًا في أيام شهبور الثاني (منتصف القرن الرابع).
(ب) الديانة. كان الإيرانيّون القدماء يعبدون الآلهة الآريّين (اندرا...). وكان المجوسُ الكهنةَ المرتبطين بالعبادة التي أسّسها زرداشت الذي كرز بتوحيد ثنائي. أهورا مزدا (الشكل لدى المادايين. عند الفرس : أورمزدا) هو الرب العاقل والسيّد السامي. خصمه هو الروح الشرّير : انجرو ماينيوس (اهريمان) الذي يجسّد آلهة الديانة القديمة. يُعبد أهورا مزدا على أنّه خالق الكون وحافظه. وهو يطلب من عباده الحق والرحمة. والذين يتبعونه يصلون إلى درجة سامية من الكمال. إنّهم ينتظرون العقاب أو الثواب في هذه الدنيا وفي الآخرة التي يصلون إليها بعد الدينونة. حينئذ يهبطون إلى الظلمة أو ينالون الخلود والغبطة في أهورا مزدا. إذًا تنشد هذه الديانةُ عقلانيّة أخلاقيّة مطبوعة بالطابع الاسكاتولوجي. ويخضع لاهورا مزدا الجن "اميشا سفننا" (الملائكة في العالم اليهوديّ).
فارش ابن ماكير ومعكة. من منسى (1أخ 7:16).
فارص : الثلمة. رج تك 38 :29. ابن يهوذا. والد فارص من زنى يهوذا مع كنته تامار الكنعانيّة. كان توأم زارح (تك 38 :27-30؛ را 4:12) وهو خامس أبناء يهوذا (تك 46 :12؛ 1أخ 2:3-4؛ رج 4:1). كان لفارص ابنان : حصرون، حامول (تك 46 :12؛ عد 26:21؛ 1أخ 2:5). وسُمّي نسله عشيرة الفارصيّين (عد 26:20. نقرأ سلالة فارص حتى داود في را 4:18-22؛ رج 1أخ 2:5، 10-15؛ مت 1:3-6؛ لو 3:31-33). فارص هو جد داود عبر الحصرونيّين (را 4:18-22). بعد المنفى عادت العائلة من العشيرة الحصرونيّة وأقامت في أورشليم (نح 11:4، 6؛ 1أخ 9:4). وفي أيام داود كان ياشبعام الفارصي قائد الفرقة الأولى في جيش داود (1أخ 27:3).
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|