الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: فلسطين ما قبل التاريخ

1) العصر الحجريّ القديم. (1) الحقبة الدنيا (700000-75000). أقدم الآثار عن وجود بشريّ في فلسطين : عبيديه. وُجدت فيها 12 طبقة تعود إلى الحقبة الدنيا في العصر الحجري القديم. هناك موقع جاشر بنوت يعقوب، وبعض طبقات في مغارة وادي قطافه (بريّة يهوذا) وتابون (الكرمل) وحولون ومعيان باروك. ما نلاحظ في هذه الحقبة، هو أنّ الإنسان بدأ يقيم في المغاور. (2) الحقبة الوسيطة (75000-40000). نكتشف هنا إنسان الجليل الذي وُجد في مغارة في وادي عمود. نجد في هذه الحقبة الشفرة، المخرز، والشظيّة : في تابون، كبارا، قفزه، حيونيم، سفونيم، وفي عدد من المغاور في برية يهوذا. وفي النقب والسهل الساحليّ في الهواء الطلق. في قفزه، قرب الناصرة، وفي مغارة سخول (الكرمل) وُجدت بقايا بشريّة. (3) الحقبة العليا (40000-17000). نحن أمام حضارة فيها المحك أو المكشط، والإزميل. وفي مغارة أميره (الجليل) والطبّان (يهودا) وُجدت هياكل عظميّة في عراق الأحمر (يهوذا)، كبارا والسواد (الكرمل). وهناك مواقع قفزه، حيونيم، عين جب. (4) حقبة العصر الحجريّ الأوسط (17000-8300). هي حقبة قاسية في تطوّر البشريّة، والشرق وفلسطين. بُنيت بعض الخيام من أجل الصيّادين في الأحراج. ونجد بعض القرى الكبيرة : عينان قرب ملاحه في الجليل الشرقيّ. صنعوا المناجل والمجرفة من الصوّان، والمدقّة من حجر من أجل جرش الحبوب. وهي المرّة الأولى نجد آنية فنيّة : منجل يُزيّنها رأس حيوان، تمثال حيوان أو بشر مصنوع من حجر، مدافن مع عناصر من طقوس جنائزيّة. 2) العصر الحجريّ الحديث. بدأت الزراعة بشكل خفر قبل ذاك العصر. ولكننا نشهد الآن انتقالاً حاسمًا من اقتصاد القطاف والصيد، إلى الزراعة وتدجين الحيوانات. وهكذا أخذ الإنسان يستقرّ في مكان من الأمكنة : الساهل الساحليّ، قرب الكرمل. سهل يزرعيل. وادي الأردن (تل علي، وادي اليرموك، أريحا)، السلسلة الوسطى (أبو غوش)، بريّة يهوذا (وادي طحونه) النقب (نحل باسور)، شرقيّ الأردن (أبو سوان، بيضا). (1) الحقبة السابقة للفخاريات (8300-6000). أريحا هي الموقع المفتاح لمعرفة هذه الحقبة. "مدينة" من 24000 متر مربع، يحيط بها سور من حجر. وهذا ما جعل أريحا تشتهر بأنّها أقدم مدينة في العالم (8000 ق.م.). وفرة الماء وخصب الأرض، جعلا الزراعة تزدهر مع وجود المعدّات اللازمة. ونجد في هذه الحقبة أيضًا تدجين الحيوان ولا سيّمَا المعز. وبدأت التجارة مع البعيد : جاء الفيروز من سيناء، والسبج (حجر زجاجي أسود) من الأناضول. وبدأوا يصنعون رأس ميت من الجفصين. (2) حقبة الفخاريات (6000-4300). لم تستنبط فلسطين صنع الفخّار، بل جاءت إليها هذه الصناعة من الخارج. هناك نمط نجده في وادي اليرموك. امتزج في هذه الحقبة الصيد البريّ والصيد البحريّ والزراعة. وكانت تماثيل من تراب الأرض. نجد بعض آثار هذه الحضارة في جبيل (فينيقية). 3) الانتقال من العصر الحجري إلى البرونز (الكلكوليتي) (4300-3150). هذه الحقبة الانتقاليّة ممّا قبل التاريخ إلى عصر البرونز، تتميّز بوجود الآلات النحاسيّة الأولى. جاء المزارعون والرعاة إلى الوديان خلال النصف الأول من الألف الرابع. اكتُشفت هذه الحضارة للمرّة الأولى في تليلات الغسول، شرقيّ الأردنّ وقرب البحر الميت. كان هناك ضيعة كبيرة مبنيّة على عدّة تلال صغيرة، وقد استمرّت قرونًا من الزمن. ما يدلّ على الزراعة هو وجود الأهراء التي تضمّنت بعض الحبوب وأدوات كالمجارف والمناجل والرحوات والأجران. وعثر المنقّبون على نواة تمر وزيتون. وُجدت رؤوس سهام، ولكن بعدد قليل. هذا يدلّ على أنّ الصيد لم يعد مهمًّا. وصُنعت الفخاريات بالأيدي، ولوّنت باللون الأحمر. واستعملت أدوات نحاسيّة (فأس، مخرز). وعلى جدران بعض البيوت، كانت رسوم بمواضيع هندسيّة. وكانت حضارة مماثلة في بئر أبو مطر وبئر الصفدي قرب بئر سبع. في هذين الموضعين، عاش السكّان في مرحلة أولى في بيوت حُفرت تحت الأرض. وزُرعت الحبوب، وكانت تربية الحيوان. وُجد في مغارة "نحل مشمار" (برّية يهوذا) 400 غرض من النحاس، وبعض الأغراض من العاج (رأس العصا، الصولجان، التاج). ونذكر أخيرًا عين جدي في بريّة يهوذا حيث وُجدت بعض الآثار المماثلة. الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية