الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: فوريم، عيد (الـ)

عيد القرعة. في العبرية "ف و ر ي م". هو عيد يحتفل به اليهود في 14-15 اذار (شباط. أدار) ليتذكّروا اليوم الذي فيه خلّص مردخاي واستير اليهود من الموت في عهد احشويروش (485-465). ويفسّر أس 9:26، 29، 31 لفظة "فوريم" القرعة، فيذكر كيف أن هامان، الوزير الأول، ألقى القرعة ليحدّد اليوم الذي فيه يُفني يهود الشتات (أس 9:24، 28، 31). عيد الفوريم هو عيد شعبيّ يعجّ بالفرح. ويتضمّن مظاهر صاخبة، وتبادل الهدايا، وإقامة الولائم، واستعمال الاقنعة (أس 9:17-18). هو لا يُذكر في كلندار الاعياد في سفر الخروج، بل يجد أصوله في القرن الثاني ق.م. في الشتات اليهوديّ الشرقيّ، قبل أن يمتدّ إلى العالم اليهوديّ الفلسطينيّ في بداية القرن الأول ق.م. يذكر 2مك 15 :36 هذا العيد للمرة الأولى تحت اسم "عيد مردخاي". يقرأون في المجمع سفر أستير، ويقاطعون القارئ مرات عديدة بلعنات توجّه إلى أعداء اليهود. وفُرض صوم تذكّرا لصوم مارسه اليهود قبل ان تذهب استير للقاء ملك الفرس (اس 4:3، 16؛ 9 :31). حين نعرف المحيط الشرقيّ الذي فيه يتحدّد موقع العيد، والطابع المدراشي الواضح لسفر استير، الذي هو ايتيولوجي (يدرس السبب الذي لأجله كتب نص، أو يعيّد عيد) أكثر منه تاريخي، نرى أن عيد الفوريم يجد جذوره لا في العالم اليهوديّ، بل في عيد فارسي، في نهاية السنة، يتوجّه إلى الموتى. أو في عيد رأس السنة البابلي، الذي يحتفل بانتصار مردوك على خصومه في شكل اطار إلقاء القرعة. ثم إن تشابه الاحداث المرتبطة بعيد الفوريم، مع الاحتفال بالفصح، يدفعنا إلى أن نفهم عيد الفوريم (أو عيد القرعة) كاستباق لعيد الفصح الذي يأتي بعد شهر على عيد الفوريم، وكتأوين لتحرير تمّ في الماضي من أجل الشعب. الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية