(أ) التاريخ. فينيقية هو الاسم الهليني (نجده في السبعينية) الذي يدل على رقعة ساحلية تسير بمحاذاة البحر المتوسط من شمال الكرمل إلى خليج الكسندرات الحالي. يعود الاسم إلى المصري "فنحو" الذي استعمل في ايام المملكة الحديثة. ولكن هناك رأيًا افضل يعود بالاسم إلى اصل يوناني : فوينيكس : النخل أو لون الجلد الاحمر. سمى الفينيقيون نفسهم كنعانيين (مر 7 :26 : السورية الفينيقية تسمّى في مت 15:22 : الكنعانية). وأرضهم هي كنعان كما يقول العهد القديم والعهد الجديد. وكانوا يسمون باسم مدنهم : الصيدونيون مثلا. وهكذا سماهم الاشوريون أيضًا. أقام الفينيقيون على شاطئ المتوسط خلال الهجرات الكنعانية في بداية الالف الثالث. ويقول الجغرافيون القدماء إنهم جاؤوا من الخليج الفارسي عبر بلاد الرافدين. جاء بهم هيرودوتس من البحر الاحمر مرورًا بكنعان. ولهذا اعتبر بعض العلماء أنهم جاؤوا من الجزيرة العربية وأقاموا بعض الوقت في النقب. وهناك من لا يؤكد ان الفينيقيين كانوا من الساميين بسبب سحنتهم الحمراء (مثل المصريين والليبيين والاحباش). أمّا الساميون فسحنتهم صفراء. مهما يكن من أمر، فقد دخل الفينيقيون في العالم السامي (تك 10 :15). وتاريخهم هو تاريخ مدنهم : صيدون، صور... التي كانت مستقلة. وقد أسّس الفينيقيون مستعمرات عديدة : قبرص، كريت، قرطاجة، ترشيش.
(ب) الحضارة. نعرف اللغة الفينيقية بواسطة الكتابات العديدة. إنها لغة كنعانية كالعبرية وكلغة رسائل تل العمارنة. يقول التقليد إن الفينيقيين اكتشفوا الابجدية وعنهم أخذ اليونانيون. هناك كتابة على مدفن احيرام في جبيل وهي تعود إلى سنة 1275 ق.م. وكانت كتابات في اللغتين الحثية والفينيقية في جبل طوروس. عُرفت الديانة الفينيقية بواسطة سنخونياتون (فيلون الجبيلي) والكتابات ونصوص اوغاريت. كانوا يعبدون ايل،
بعل، ملقارت (اله صور : اله شمسي. له هيكل شهير). اشمون (اله صيدون) ادونيس، اشيرتو أو اشراتو، رشف، بعل شميم، بعل حميم زوج تانيت خاصة في قرطاجة.
فيه في العربية : الفيء، زاوية في حقل. المقال الثاني في نظام زرعيم في المشناة. تعدّد فصوله الثمانية العشورَ التي يجب على الفلاح أن يدفعها للفقير : من العنب والقمح... سيتوسع تلمود أورشليم وتوسفتا في كل هذا.
في هاحيروت : فم الحيروت. في المصرية : هيكل حروت. موضع يقع على طريق الخروج (خر 14:2، 9؛ عد 33 :7ي) في دلتا النيل. قد يكون موقعه في القسم الشرقي من وادي طوميلات. تلك هي النظرة المعروفة. ولكن استعمال "هـ ح ي ر ت" وحدها (بدون في) في عد 33:8. وفصلُ "ف ي" عن "هـ ح ي ر ت" في المخطوطات، يدلّان على أنّنا لسنا أمام اسم مكان، بل أمام اسمين يرتبطان كما يرتبط المضاف مع المضاف إليه. الأول "ف ي" يعني الفم (كما في العربيّة) والمصبّ. والثاني "ح ي ر ت" (في اليونانيّة ايروت) يعني القنال انطلاقًا من الاكادية "خ ي ر ي ت و". إنّ "هـ " (الـ التعريف) التي تسبق "ح ي ر ت" قد تستعمل أمام أشياء موضوعة في أماكن. إذن، نترجم خر 14:9 : "خيّم أمام مصبّ قنال بين المجدل والبحر". وعد 33 :7-8 : "وعادوا نحو مصبّ القنال الذي تجاه بعل صفون وخيّموا أمام المجدل. وانطلقوا من ضفة القنال". إنّ استعمال
لفظة مأخوذة من الأكاديّة أمر عاديّ حين نعلم أنّ هذه الآيات تعود إلى القرن 6 ق.م. (بعل صفون، مجدل)، ولم تدوَّن إلاّ في الحقبة النيوبابلونيّة أو الفارسيّة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|