القضاة تدلّ هذه اللفظة على ثلاث وظائف مختلفة.
1) "القضاة الصغار". يتضمّن سفر القضاة سلسلة من الحواشي القصيرة، حول أشخاص "كانوا قضاة في إسرائيل" خلال عدد من السنين، ثمّ دُفنوا في موطنهم. هم دبّورة التي من جبل افرايم (قض 4 :4-5). تولع، من المنطقة عينها (قض 10 :1-2). يائير، من أرض جلعاد (قض 10 :3-5). يفتاح، من أرض جلعاد أيضًا (قض 12 :7). ابصان، من بيت لحم في أرض زبولون (قض 12 :8-10؛ رج يش 19 :16). ايلون، من أرض زبولون أيضًا (قض 12 :11-12). عبدون، من جبل افرايم (قض 12 :13-15). ويُضمّ إلى هؤلاء صموئيل الذي من الرامة، ومن جبل افرايم (1صم 7:15-17). هؤلاء الأشخاص الذين لم تكتمل لائحة أسمائهم، مارسوا وظيفتهم خلال حقبة تسبق بشكل مباشر نظام الملكيّة، وامتدّت على مئة سنة تقريبًا. تسمّوا في العبريّة "شفطيم" على مثال ما في قرطاجة. ما دُعوا إلى إقامة العدالة بين الأفراد، رغم ما نقرأ في قض 4 :5ب الذي لا يعود إلى اللائحة الأصليّة. قامت وظيفتهم بأن يقضوا (يحكموا) في مجمل اسرائيل، فكانوا السلطة العليا في الكونفدراليّة المقيمة حول المعبد (امفكتيونيا). غير أنّه يجب أن نلاحظ أنّهم كلّهم جاؤوا من وسط البلاد، من جبل أفرايم أو المناطق المجاورة، من زبولون في الشمال، وجلعاد في شرق الأردن. تسموا "القضاة الصغار". بسبب الحاشية الصغيرة التي تتحدّث عنهم (ما عدا يفتاح وصموئيل).
2) "القضاة الكبار". هم في الحقيقة قوّاد حرب اختيروا من أجل مهمّة خلاص خاصة : عثنيئيل (قض 3 :8-11؛ رج يش 15 :17؛ قض 1 :13). أهود (قض 3 :18-30). باراق (قض 4-5). جدعون (قض 6-8). يفتاح (10 :6-12 :6، صار في ما بعد بين "القضاة الصغار"). تحلّوا بموهبة حربيّة (ق(ض 3:30؛ ض 6:34؛ 11 :29؛ رج13 :25؛ 14 :6، 19) لا تتضمّن أيّة سلطة مستمرّة (قض 8 :22-23) ولا إقامة العدالة. ساروا إلى الحرب، وخاطروا بحياتهم. بعضهم عمل من أجل قبيلة أو عشيرة، مثل باراق.
3) القضاة في المحكمة. تنسب مؤسّسة القضاة إلى موسى في خر 18:13-26؛ تث 1:9-18. هؤلاء القضاة الموظفون هم غير الشيوخ الذين كانوا يعطون حكمهم في كلّ مدينة أو قرية، والذين أسّسهم الملك (2أخ 19:4-11) فتولّوا الأمور المحفوظة للعدالة الملكيّة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|