القريب مدلول نسبيّ يتوضّح بُعدُه بالنظر إلى المحيط الاجتماعيّ أو الدينيّ. هذا يعني أن مفهومه يختلف باختلاف الأطر. في البنى القبليّة، القريب هو العضو في القبيلة التي ينتمي إليها شخص، أو في القبيلة الحليفة (تك 31 :32؛ قض 9 :18). القريب هو المواطن (من الوطن الواحد). هو ابن الدين الذي اعتنقه الاثنان. تلك كانت الفكرة عن المجتمع في شعب اسرائيل (إش 66:20؛ مي 5 :7؛ نح 5:8). وفي ما يتعلّق بالاسيانيّين المعزولين في جماعتهم، فالقريب هو عضو الجماعة، عضو الشيعة (رج نظام الجماعة : يوسيفوس، الحرب 2 :124-125). في العالم اليهوديّ البعد البيبلي والتلمودي، الذي رفض الاتصال بالأمم، القريب هو المواطن أو المهتدي الجديد (تلمود بابل، بابا قاما 38أ؛ 113ب). في العالم اليهوديّ الهلنستي أو الاسكندراني، الذي كان على علاقات يوميّة بالعالم اليونانيّ، القريب هو المواطن في درجات مختلفة (حك 12 :19؛ 2مك 4 :36؛ رسالة أرستيس). هذه النظرة هي التي نجدها في المسيحيّة الأولى حيث اليهود واليونان والبربر، والعبيد والأحرار، يعيشون معًا ويشاركون في الإيمان الواحد (غل 3 :28؛ كو 3 :11؛ 1كور 12 :13).
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|