دوّنه في اليونانيّة كاتبٌ تغذّى من الفلسفة الرواقيّة، في القرن الأول ب.م.، في مصر أو في أنطاكية. انتشر في الكنيسة السريانيّة واليونانيّة والأرمنيّة. أمّا النصّ اليونانيّ فحُفظ في عدد من مخطوطات السبعينيّة ولا سيّمَا الكودكس السينائي والاسكندراني، كما حُفظ في مخطوطات تتضمّن مؤلّفات يوسيفوس المؤرّخ، لأنّ 4مك نُسب خطأ إلى يوسيفوس. يرى الأخصّائيّون في 4مك عظة تُليت في المجمع أو مديحًا حول الشهداء المكابيّين، أو مقالاً فلسفيًّا. حاول الكاتب أن يبيّن أن "العقل التقيّ يستطيع أن يسيطر على الأهواء"، فذكر الأسبابَ الفلسفيّة. ثمّ انطلق من سلوك يوسف وموسى ويعقوب وداود، فبيّن أنّ الشريعة والعقل يعيشان في وفاق. وشرح فكره عائدًا إلى أمثلة مأخوذة من التاريخ اليهوديّ، فتحدّث عن موقف ثابت لدى أونيا عظيم الكهنة تجاه ابولونيوس، عن استشهاد اليعازر والإخوة المكابيّين السبعة مع أمّهم. سيطروا على أهوائهم، فثبتوا حتى النهاية لينالوا المجد الأبديّ. أخذ الكاتب مواد كتابه من 2مك، كما أخذها من مؤلّفات يهوديّة تصوّر الاضطهادات في زمن المكابيّين. وتوخّى في عمله مواجهة التأثير الهلنستي على الديانة اليهوديّة، والردّ على الإهمال تجاه الطقوس كما تقدّمها الشريعة. ولقد شدّد الكاتب على مدلول فضائل رئيسيّة أربع : الفطنة، العدالة، الاعتدال، القوّة. وعبّر عن اعتقاده بالآخرة، وعن قيمة موت الشهداء. إنّ 4مك هو شهادة ثمينة عن التقوى اليهوديّة في الشتات، في زمن يسوع المسيح.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|