في اللغة العيلامة : الراعي. مؤسّس الإمبراطوريّة الفارسيّة. ملك انشان منذ سنة 559 ق.م. جمع القبائل المتعدّدة وقهر سنة 553 وسنة 550 استياجيس، ملك ماداي. ثمّ انتصر على كراسوس، ملك ليدية، فصار في آسية الصغرى السيّد الذي لا يُنازع سلطانُه. بعد أول تصادم سنة 546، هاجم المملكة البابليّة الجديدة وانتصر على نبونيد آخر ملوك بابلونية (539). واحتلّ مدينة بابل بمساعدة الكهنة. كان ملكًا حكيمًا ومتسامحًا، فاستمال إليه الناس ومنهم الشعب اليهوديّ. مات سنة 529 خلال حملة على المساجيتيّين على ياكسارتينس (بين بحر قزوين وبحيرة ارال). ان إش 44:28؛ 45 :1-4 يسمّي كورش الراعي أو مختار الرب (مسيحه) الذي يعيد بناء أورشليم والهيكل، ويحرّر بني يهوذا الذين ذهبوا الى السبي. في السنة الأولى من حكمه أعلن قرارًا شهيرًا يمنح به المنفيّين العودة إلى أورشليم والأذن بإعادة بناء الهيكل (2أخ 36 :22 ي؛ عز 1:1-24). وأعلن في الوقت نفسه قرارًا خاصًّا من أجل هذا البناء (عز 6:3-5).
هناك ثلاثة كتب توراتيّة تتحدّث عن سياسة كورش تجاه سكّان يهوذا. اعتبره أشعيا أداة في يد العناية الالهيّة. وأعلن خروجًا جديدًا يعود فيه إلى فلسطين اليهوذاويون الذين سُبوا إلى بابل. والعامل الأول في هذه العودة سيكون كورش الذي اختاره الرب لا ليستعبد، بل ليحرّر (إش 41:1-2). وهناك دعوة كورش التي يلمّح إليها 2أخ 36:22؛ عز 1:1، والتي ترد في فم الرب نفسه : "أنا قلت لكورش : أنت راعيّ" (إش 44:28). ونقرأ أيضًا في أش 45:1 : "هذا ما يقول الرب لمسيحه كورش". فالرب ذاته قد أقامه للنصر. "سيبني مدينتي ويعيد المسبيّين" (إش 45:13؛ رج 48:12-16). ولا يكتفي كورش بأن يعيد المسبيّين (عز 1:1-6)، بل يأمر بإعادة آنية الذهب والفضّة (التي أخذها نبوخذ نصر، عز 1:7-11؛ 5 :14-15، كانت 5400) إلى الهيكل. وأصدر قرارًا آخر بإعادة بناء الهيكل (عز 6:2-5؛ رج 2أخ 36 :22-23). ولكن هذا الأمر سينفّذ في عهد خلفه داريوس (عز 6:6-15).
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|